ملفات حوارات قضايا مختارات فتاوى أخبار و تقارير الرئيسية


العربي تفتح الملف الأكثر حرجا بين الأوساط العائلية:

 

ألعاب الفيديو تنشر ثقافة الفجور وتغتال براءة الأطفال

 
 

الطفولة مرحلة حلوة يمر بها كل إنسان، وتمتاز عن غيرها من المراحل بحب اللعب والمرح وعدم الاكتراث بمشاغل الحياة ومتاعبها ويتمتع الأطفال ببراءة طبيعية تجعلهم كالورقة البيضاء التي لم يكتب بها شيء بعد، ولهذا يتلقى الأطفال النقوش الأولى التي تنير لهم طرق الحياة في البيئة المحيطة بهم لا سيما المنزل حيث تترسخ في أذهانهم تربية الآباء التي تطبع فيهم بطابعها الخاص، وتترك فيهم بصماتها الواضحة التي يصعب محوها، ثم يتأثر الأطفال بما يرونه في الشارع ثم المدرسة، ولكن دور المنزل يعد الدور الرئيس والأهم، وقد أصبح هذا الدور المهم يتعرض في الآونة الأخيرة إلى تهميش واضح من قبل آلات الترفيه المتعددة من مثل التلفاز والفيديو والفضائيات، والإنترنت وأخيراً جاء دور الألعاب الإلكترونية، وكل هذه الآلات تؤثر سلباً في العملية التربوية، ولكن الألعاب الإلكترونية تعد أكثر خطورة وأشد تأثيراً حيث إن الطفل يمثل الدور الفاعل والمسيطر في الساحة بينما يمثل دور المتلقي في الآلات الأخرى، والأنكى من ذلك أنها تجمع التأثير البصري والصوتي والحركي معاً وبتوجيه من الطفل.

وعلى الرغم من ذلك فإن هذه الألعاب أصبحت تمثل خطورة أخلاقية للأطفال، حيث إن بعض الألعاب الموجودة في الأسواق المحلية والعالمية تعلم الأطفال قيما أخلاقية منفلتة من حيث الأفعال الإجرامية كالقتل والتدمير والتمرد على القانون أو من حيث تعليم الأطفال الخلاعة والمجون،والغريب أن بعض الصحف الكويتية بدأت تنشر إعلانات لهذه الألعاب الخلاعية والإجرامية، وتباع نسخاً تقليد ونسخاً أصلية ببعض الجمعيات التعاونية، والمحلات الكبرى وتتراوح قيمتها من دينار للعبة التقليدية إلى 32 ديناراً للعبة الأصلية.
- ويؤكد أحمد عامر وهو أحد المتابعين لهذه الألعاب أن لعبة >حرامي السيارات الجزء الخامس< التي توجد في أغلب البيوت أنها تحوي مشاهد عنيفة وخلاعية، ويقول شاهدت برنامجاً في أحد التلفزيونات الأمريكية يتحدث عن محتوياتها ثم عمل مقابلات متعددة مع بعض أولياء الأمور الذين طالبوا بمنع هذه اللعبة بعدما رأوا محتوياتها وعلموا حقيقتها، وأضاف أحمد قائلاً: إنني متأكد أن أغلب أولياء الأمور في الكويت وغيرها من البلدان الإسلامية لا يعرفون محتوياتها، وإذا علموا ما تحويه من مشاهد خلاعية وكلمات مثيرة، ما ترددوا بالمطالبة بمنعها.
وتشير البرامج الوثائقية التي تتحدث عن هذه اللعبة إلى بعض القصص التي توضح كيف أثرت هذه اللعبة على المراهقين، ومنها أن مراهقاً أمريكياً قتل شرطياً وحينما سئل قال: أحببت أن أتقمص شخصية البطل الذي لا يفتؤ يقتل الشرطة دائماً، ولذلك اعتقد المراهق أن قتل الشرطة نوع من أنواع البطولة، وهذا خطر كبير جداً؛ لأن الأطفال يجب أن يتربوا على حب النظام واحترام الشرطة ورجال الأمن حتى لا يصبحوا فريسة سهلة للعصابات الإجرامية.

وتعد شركة سوني من أشهر الشركات المنتجة لأجهزة التحكم الخاصة بألعاب الفيديو ومن إصداراتها >البلاي استيشن< والتي تعد من الألعاب الأكثر انتشاراً لدى الأطفال والمراهقين، وتشير الإحصاءات الصادرة من الأسواق العربية والخليجية بصورة خاصة إلى أن الشريحة العمرية الأكثر إنفاقاً على ألعاب الفيديو تتراوح بين الثالثة عشر والثالثة والعشرين عاماً، ومع ذلك لا تزال نسبة استخدام الأسواق العربية لألعاب الفيديو ضعيفة جداً بسبب انتشار النسخ المقلدة إلا أنها بدأت في الآونة الأخيرة بالتوسع بشكل سريع لا سيما بعد ظهور >البلاي ستيشن2<.

.........
ألعاب الإجرام والسرقة والألفاظ الإباحية

العجيب في الأمر أن كثيراً من هذه الألعاب تتضمن مقاطع خلاعية، أما الإجرام كالقتل والسرقة فيمكن أن نقول إنها تمثل الأغلب الأعم فيها ومما يبعث الحيرة والأسى أن كثيراً من الجرائد والمجلات مازالت تنشر لها إعلانات ترويجية ودعائية، وضمن هذه الإعلانات توجد الكلمات السرية للألعاب، وهذه الكلمات مليئة بالألفاظ الإباحية، التي لو علمها أولياء الأمور لطالبوا بإيقاف مثل هذه الألعاب والترويج لها، ويعجب المرأ حين يتصفح بعض هذه المجلات أو الجرائد ويرى الجرأة على نشر الفساد، من غير حياء ولا خوف حتى إنهم يضعون ألفاظاً مترجمة باللغة العربية، ونذكر بعض الألفاظ التي وردت في جريدة صادرة من الكويت بتاريخ 6/1/2006 وهي كالتالي:
> الرغبة الجنسية الكاملة، العالم المنحرف، الناس لا يرتدون ملابس البحر في أعلى درجات الإغراء< وهناك ألفاظ أسوأ منها توجد في المنشورات الأجنبية المكتوبة باللغة الإنجليزية التي يتناقلها الأطفال فيما بينهم ومنها >المو... يملئون الشوارع ومعهم ألعاب جنسية، المو... يدفعون لك المال وأنت لا تدفع< وغير ذلك من الألفاظ الخلاعية التي أصبحت ضمن الثقافة اليومية لأطفالنا ونحن لا ندري لأن كثيراً منا يعتقد أن أن هذه الألعاب التي يتعامل معها أطفالنا ما هي إلا مجرد تسلية ليس لها بُعد آخر، ومن هنا نطرح هذه التساؤلات أمام أولياء الأمور والمسؤولين، ونقول: ماذا يكون جواب الآباء إذا قال أبناؤهم الصغار نحن ذاهبون إلى العالم المنحرف الذي توجد فيه الرغبة الجنسية الكاملة؟!، لماذا لا توجد هناك هيئة رقابية تتابع مثل هذه الأمور؟ وأين وزارة الإعلام من هذه الأمور التي تكاد تفتك بأخلاقيات المجتمع وتحاول تغيير قيمنا من خلال إفساد فلذات أكبادنا؟ وأين دور مجلس الأمة لمراقبة مثل هذه السلبيات المشينة؟ ولماذا لا يكون هناك مراقبون ومفتشون لمحلات بيع أسطوانات الألعاب؟ وكذلك مراقبة الإعلانات الترويجية التي تشجع الأطفال والشباب على استخدام هذه الألعاب وكذلك استخدام الكلمات السرية الخلاعية التي تفتح لهم آفاقاً بعيدة لا يستطيع أن يصل إليها إلا من خلال هذه الكلمات؛ لأن هذه الكلمات السرية هي التي يستطيع من خلالها اللاعب أن يصل إلى الأماكن الأخطر إجراماًَ وخلاعة، بل يمكن أن يدخل أماكن للتعري بمجرد وضعه الكلمة السرية حيث عالم الانحراف والساقطات كما هو موضح في الكلمة السرية، وقد أكد بعض المتابعين أنه شاهد بعض هذه الألعاب وهي عبارة عن فتيات، ويكون الفائز من يستطيع أن يعري الفتاة التي أمامه أكثر من الآخر وآخر قطعة يسقطها عن جسدها هي مكمن فوزه.

...............
هجمة شرسة

في الحقيقة نحن نتعرض إلى هجمة شرسة تستهدف أغلى ما نملك الذي هو ديننا وقيمنا الأخلاقية والتي مازلنا نتمسك بها في وقت تحرر الآخرون من كل ما يمت إلى الأخلاق والدين بصلة، وعليه ينبغي على الجميع أن يتوحدوا في مواجهة هذه الكوارث الأخلاقية وعلى الحكومة أن تقوم بواجبها للحفاظ على أخلاقيات المجتمع وقيمه، لا سيما وزارة الإعلام التي يجب ألا تهمل دورها الرقابي وألا تعتقد أن هذه الأمور تخص وزارة الشؤون والعمل أو التجارة، فالكل يجب أن يؤدي أمانته بأحسن ما يمكن لا سيما فيما يتعلق بنشر الألفاظ الخلاعية في الإعلانات، كما أننا نناشد أعضاء مجلس الأمة الموقرين أن يقفوا أمام هذه الثقافة الوافدة التي تنشر في أوساط الشباب الإجرام والخلاعة، وعدم احترام القانون حيث إن هذه الألعاب ترسخ في عقلية الطفل أو المراهق أن القتل بطولة لا سيما قتل الشرطة، وهذه مصيبة بحد ذاتها، أما ألعاب السرعة فأعتقد أننا نشاهد أثرها لدى الشباب في الشوارع والأرقام التي تنشرها وزارة الداخلية عن حوادث السيارات في كل عام خير دليل على هذا التأثير الجنوني لهذه الألعاب.

وتؤكد الدراسات التي تحدثت عن تأثير هذه الألعاب على الأطفال أن الأطفال المولعين بها يصابون بتشنجات عصبية تدل على توغل سمة العنف والتوتر الشديد في أوصالهم ودمائهم حتى ربما يصل الأمر إلى أمراض الصرع الدماغي ويؤكد الخبراء أيضاً أن الطفل المدمن لهذه الألعاب يصبح عنيفاً؛ لأن كثيراً من الألعاب >كالقاتل الأول< تزيد رصيد اللاعب من النقاط كلما تزايد عدد قتلاه، وهنا يتعلم الطفل ثنائية أن القتل شيء مقبول وممتع، ولذلك فإن الطفل هنا يشارك في العنف بالقتل والضرب والتخريب والسحق والخطف ونحو ذلك.

وتشير الدراسات أيضاً إلى أن الأطفال المدمنين على ألعاب الفيديو أكثر عرضة للإخفاق الدراسي وأضعف في تطوير المهارات الدراسية نتيجة الإضراب العصبي الذي يسببه التركيز لفترات طويلة أمام اللعبة، وسجل الأطباء ارتفاعاً في عدد الأطفال الذين يعانون ضعف البصر ويحتاجون إلى نظارة طبية، كما سجل أطباء العظام نسبة مخيفة في تشوهات العمود الفقري لدى الأطفال الذين يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات وفي أيديهم جهاز التحكم بالألعاب.

.............
ألعاب الفيديو..كيف يمكن تسخيرها لتطوير القدرات الذهنية للأطفال والمراهقين..؟
ويعتقد الباحثون أن ألعاب الفيديو يمكن تسخيرها لتطوير القدرات الذهنية لدى البالغين والأطفال في عمر المراهقة، وتحديداً ألعاب التخطيط الاستراتيجي، وقد وضع بعض الباحثين حلولاً يمكن أن تساهم في تقليل المشكلات التي تنتج عن هذه الألعاب ومن هذه الحلول تلك التي وضعها الدكتور خالد الحليبي، والتي تشير إلى أن:

1- نوجه أولادنا ونرغبهم في شراء الألعاب المربية للذوق، والمنمية للذاكرة.

2- أن نشجع الأطفال على مزاولة الألعاب الجماعية، وتفضيلها على النشاطات الفردية، فإذا اندمجوا فيها قلت احتمالات عودتهم إلى مشاهدة التلفاز-4-.

3- أن نوجههم إلى الألعاب ذات الطبيعية التركيبية والتفكيرية، وإلى ألعاب الذكاء، والبناء، والمسابقات الثقافية في برامج الحاسب، والألعاب التعليمية.

4- أن نوجههم إلى هواية مفيدة وندعمهم بالمال والأدوات والمكان والتشجيع المستمر.

5- تحدد ساعات معينة للعب في الألعاب المختارة بعناية بحيث لا تزيد عن ساعة أو ساعتين على الأكثر متقطعتين غير متواصلتين، حتى لا تضيع أوقات الأطفال هدراً، وأنبه على أن خبراء الصحة النفسية والعقلية أجمعوا على ضرورة قضاء75% من وقت فراغ الطفل في أنشطة حركية، وقضاء 25% في أنشطة غير حركية، بينما واقع أطفالنا أن جلوسهم أمام التلفاز يصل إلى حوالي 80% من أوقات يقظتهم، وبخاصة في الإجازات. ولكن ينبغي أن نتنبه بأننا حينما نحدد معه وقت المشاهدة نبين له أنه من أجل صحته لابد أن يقوم بنشاط حركي.

6- توجيه الطفل للمشاركة في حلقة لتحفيظ القرآن الكريم، أو مركز اجتماعي، أو زيارة قريب أو صديق أو مريض، أو القراءة المفيدة، أو خدمة الأهل في البيت والسوق، أو أي منشط مفيد له؛ حتى لا تضيع فترة تربيته في إتقان اللعب واللهو، ويفقد مهارات حياتية كثيرة سوف يحتاجها في المستقبل.

7- بناء الحصانة الذاتية في نفوس أولادنا؛ بحيث تنتج عنها طبيعة رافضة لكل ما هو ضار أو محرم؛ دون تدخل منا.

..............
الحقيقة المرة.. أن البهجة التي يبحث عنها أطفالنا لا توجد في الألعاب الإلكترونية
يقول الدكتور الحليبي: لابد أن نوقن ـ نحن الآباء ـ بأن البهجة التي يبحث عنها أطفالنا لا توجد في الألعاب الإلكترونية، وإنما الفرحة الحقيقية، والضحكات النقية الصافية إنما تنطلق من أعماق هؤلاء الأبرياء بدون أية مؤثرات إلكترونية خادعة، ولا ضحكات هستيرية مصطنعة، لتعبر بصدق عن مشاعرهم المرهفة بدون تكلف، وتتحدث عن مدى استمتاعهم بالحياة دون خوف أو وجل، ودون استفزاز للمشاعر، أو غرس لأفكار عدوانية، ولا تخريب لأخلاقيات الفطرة السليمة بالعنف والبطولات الكاذبة..!، ويضيف قائلاً: إنني أتحدث عن صغارنا الذين يحتاجون منا إلى الحنان الحقيقي، وإلى مشاعر الأبوة، وأحاسيس المحبة النابعة من القلوب الكبيرة المحيطة بهم، أتحدث عن المناغاة والملاعبة البريئة والقصص الحلوة التي كانت تسبق النوم، والتي يجب أن نعود إليها ونمارسها معهم نحن الآباء، والأشقاء و الأمهات، أو أي قريب أو بعيد يعيش مع هؤلاء الصغار، أو يرونه صباحاً أو مساء، أتحدث عن هذه الصورة التي من الصعب الحصول عليها في جيل آباء اليوم.
لا بد أن نمنح أطفالنا من أوقاتنا؛ لنتحاور معهم، ونقص عليهم قصص تاريخنا الجليل، ونخرج معهم للفسحة، ونخطط لأوقاتهم، ونعود ونكرر لابد من أن يتابع الآباء حقيقة ألعاب أطفالهم وألا يتركوا الحبل على الغارب، كما نتمنى من الجرائد والمجلات التي تنشر إعلانات هذه الألعاب الفاسدة أن يتقوا الله وألا يكونوا منابر لإشاعة الفاحشة في المجتمع، ونأمل أن يكونوا منابر للإصلاح، وكشف أوكار الفساد.
قال تعالى: -إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة-.
...............................
الشركات الأمريكية واليابانية المنتجة والمسوقة لهذه الألعاب والبرامج تحقق أرقاما خيالية
ألعاب الفيديو والكومبيوتر أصبحت تستحوذ على عقول أطفالنا وهمهم. وقد انتشرت هذه الألعاب بسرعة هائلة في المجتمعات العربية بوجه عام والخليجية بوجه خاص، فلا يكاد يخلو بيت في الخليج منها حتى أصبحت جزءًا من غرفة الطفل... بل أصبح الآباء والأمهات يصطحبونها معهم أينما ذهبوا ليزيدوا الأطفال إدمانًا على مشاهدتها...
قدر خبراء في مجال الألعاب الإلكترونية حجم إنفاق الطفل السعودي على ألعاب الترفيه الإلكتروني بنحو 400 دولار سنويًا، وأكدوا أن السوق السعودية تستوعب ما يقرب 3 ملايين لعبة إلكترونية في العام الواحد، منها عشرة آلاف لعبة أصلية والباقي تقليد، ويشير أحد مسؤولي التسويق بشركة متخصصة في مجال الألعاب الإلكترونية إلى أن أسواق المملكة استوعبت حوالي مليون و800 ألف جهاز بلاي ستيشن، موضحًا أن أكثر من 40% من البيوت السعودية تضم جهازًا واحدًا على الأقل. والجدير بالذكر أن ألعاب البلاي ستيشن لم تعد حكرًا على الصغار بل صارت هوس الكثير من الشباب وتعدى ذلك للكبار!
ويضيف: الرابح في هذا المجال الشركات الأمريكية واليابانية المنتجة والمسوقة لهذه الألعاب والبرامج، فقد أعلنت شركة سوني اليابانية المتخصصة في صناعة الإلكترونيات أنها تتوقع ارتفاع أرباح مجموعاتها بنسبة 108% إلى 280 مليار خلال السنوات المقبلة، وأرجعت الشركة هذا الارتفاع في أرباحها إلى نجاح لعبة البلاي ستيشن.
..................
الألعاب الإلكترونية هي السبب في عزلة طفلك..؟
هل جلوس الطفل أمام شاشة الكمبيوتر والتلفاز يجعله منعزلاً وغير اجتماعي...؟
يجيب أ. مندل القباع، أستاذ علم الاجتماع، عن هذا التساؤل بقوله: الجلوس في حد ذاته أمام التلفاز والكمبيوتر لا يصنع طفلاً غير اجتماعي لأنه يتعامل مع جهاز، والجهاز لا يصنع المواقف الاجتماعية والوجدانية، إنما هذا الجلوس للتسلية فقط وتنمية الخيال إذا اختير البث المناسب، أما الذي يصنع طفلاً غير اجتماعي فهو الوسط الذي يعيش فيه الطفل، والتنشئة الاجتماعية لكن إذا جُعل هناك مزج بين التنشئة الاجتماعية الإسلامية الصحيحة وبين تنمية الخيال الواقعي لما يشاهده الأطفال فهذا هو المطلوب.
وعن البدائل التي تغني الطفل عن التلفاز والكمبيوتر يقول القباع: أولاً وقبل كل شيء لا يوجد بدائل تغني الطفل عن التلفاز وغيره؛ لأن الطفل في مرحلة عمرية يحتاج فيها إلى تنمية مداركه، ومن هذه المدارك تنمية خياله بالأشياء الموضوعية والواقعية، ولكن علينا أن نوفق بين وسائل الإعلام المرئية وبين وسائل الترفيه الأخرى مثل الألعاب التي تنمي الخيال والإدراك كالمكعبات وألعاب الرياضة الخفيفة مثل تنس الطاولة، وكرة القدم والسباحة. كل هذه الأشياء إذا حصلت استطعنا أن ننشئ طفلاً اجتماعيًا يتوافق مع نفسه وأسرته ومجتمعه، يستطيع من خلالها أن يعيش حياة مستقرة تنعكس على تكيفه مع الحياة بصفة عامة.
...............
جيل عنيف وأناني
تحدث الدكتور أحمد المجدوب، مستشار المركز القومي للبحوث الاجتماعية بالقاهرة، عن بعض الآثار السلبية للألعاب الإلكترونية فقال: إن هذه الألعاب تصنع طفلاً عنيفًا؛ وذلك لما تحويه من مشاهد عنف يرتبط بها الطفل، ويبقى أسلوب تصرفه في مواجهة المشاكل التي تصادفه يغلب عليه العنف، وقد أثبتت الأبحاث التي أجريت في الغرب وجود علاقة بين السلوك العنيف للطفل ومشاهد العنف التي يراها، كما أنها تصنع طفلاً أنانيًا لا يفكر في شيء سوى إشباع حاجته من هذه اللعبة، وكثيرًا ما تثار المشكلات بين الإخوة الأشقاء حول من يلعب؟ على عكس الألعاب الشعبية الجماعية التي يدعو فيها الطفل صديقه للعب معه، كما أنها قد تعلم الأطفال أمور النصب والاحتيال، فالطفل يحتال على والديه ليقتنص منهما ما يحتاج إليه من أموال للإنفاق على هذه اللعبة.
.............................
مخاطر صحية
تؤثر هذه الألعاب سلبًا على صحة الأطفال، إذ يصاب الطفل بضعف النظر نتيجة تعرضه لمجالات الأشعة الكهرومغناطيسية قصيرة التردد المنبعثة من شاشات التلفاز التي يجلس أمامها ساعات طويلة أثناء ممارسته اللعب، هذا ما أكدته الدكتورة إلهام حسين، أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس في دراسة حديثة لها، وأضافت أيضًا أن من أخطارها ظهور مجموعة من الإصابات في الجهاز العضلي والعظمي.
حيث اشتكى العديد من الأطفال من آلام الرقبة وخاصة الناحية اليسرى منها إذا كان الطفل يستخدم اليد اليمنى، وفي الجانب الأيمن إذا كان أعسر.
كذلك من أضرارها الإصابة بسوء التغذية، فالطفل لا يشارك أسرته في وجبات الغذاء والعشاء فيتعود الأكل غير الصحي في أوقات غير مناسبة للجسم.
وقد أظهرت دراسة دانمركية أن ألعاب الكمبيوتر لها أضرار كبيرة على عقلية الطفل، فقد يتعرض الطفل إلى إعاقة عقلية واجتماعية إذا أصبح مدمنًا على ألعاب الكمبيوتر وما شابهها.
وبينت الدراسة أن الطفل الذي يعتاد النمط السريع في تكنولوجيا وألعاب الكمبيوتر قد يواجه صعوبة كبيرة في الاعتياد على الحياة اليومية الطبيعية التي تكون فيها درجة السرعة أقل بكثير مما يعرض الطفل إلى نمط الوحدة والفراغ النفسي سواء في المدرسة أو في المنزل.
.................

الصرع وبدانة الأطفال..نتائج منطقية لساعات أمام الشاشة
أكدت دراسة نشرت نتائجها مؤخرًا أن ارتفاع حالات البدانة في معظم دول العالم يعود إلى تمضية فترات طويلة أمام التلفاز أو الكمبيوتر. فقد قام الباحثون بدارسة أكثر من 2000 طالب تتراوح أعمارهم بين 9 سنوات و18 سنة، وتبين أن معدلات أوزان الأطفال ازدادت من 54 كيلو جرامًا إلى 60 كيلو جرامًا، كما أن هناك انخفاضًا حادًا في اللياقة البدنية، فالأطفال من ذوي 10 سنوات في عام 1985 كانوا قادرين على الركض لمسافة 1.6 كيلو متر لمدة زمنية لا تتجاوز 8.14 دقيقة، أما أطفال اليوم فيركضون المسافة نفسها ولكن في عشر دقائق أو أكثر.
كما أثبتت البحوث العلمية للأطباء في اليابان أن الومضات الضوئية المنبعثة من الفيديو والتلفاز تسبب نوعًا نادرًا من الصرع، وأن الأطفال أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض...
فقد استقبل أحد المستشفيات اليابانية 700 طفل بعد مشاهدة أحد أفلام الرسوم المتحركة، وبعد دراسة مستمرة تبين أن الأضواء قد تسبب تشنجات ونوبات صرع فعلية لدى الأشخاص المصابين بالحساسية تجاه الضوء والذين يشكلون 1% من مجموع سكان أي دولة.

...........................
وقفة
البلاي ستيشن أخطار وأضرار .!


إن أطفالنا يعيشون في زمن أصبحت الثقافات الغربية الإباحية بين أيديهم، ولذلك نعيش معهم جهاداً مستمراً لدرء الأخطار عنهم ، ولتقديم ما هو مفيد ونافع وممتع لهم دون أن يمسهم أذى تلك الثقافات التي لوثت حتى الهواء الذي يتنفسونه.
لا نتكلم عن عدو بعيد عنا وإنما نتكلم عن عدو قريب بين أيدي أطفالنا من ذكور وإناث نشتريه بأموالنا وندخله بيوتنا من غير إدراك لخطورته إنه بلاي ستيشن،كل أب يشتريه لمجرد تسلية أولاده فهل نحن مصيبون في عملنا ماذا تتوقع من طفل (( جالس في إحدى زوايا الغرفة وعيناه مشدودتان نحو شاشة صغيرة ، تمضي ببريق متنوع من الألوان البراقة المتحركة ، ويداه تمسكان بإحكام على جهاز صغير ترتجف أصابعهما من كل رجفة من رجفاته ، وتتحرك بعصبية على أزرار بألوان وأحجام مختلفة كلما سكن ، وآذان صاغية لأصوات وصرخات وطرقات إلكترونية تخفت حينا وتعلو أحياناً أخرى لتستولي على من أمامها ، فلا يرى ولا يسمع ولا يعي مما حوله إلا هي )
ماذا تتوقع من أبنك وهو يلعب لعبة تسمى القاتل الأول التي تزيد رصيد اللاعب من النقاط كلما تزايد عدد قتلاه ، فهنا يتعلم الطفل أن القتل شيء مقبول وممتع ))
نهايته أن يكون عنيفا مع إخوانه وزملاءه كما قال أحد علماء أمريكا فلا تستغرب بعد ذلك من ضرب وتخريب ماحوله فأنت الذي علمته على ذلك من حيث لاتشعر .
وفي ألعاب أخرى  تظهر صور عارية ، نحن نقول لولدنا العورة كذا فلا يجوز لك أن تنظر إلى عورة أخيك وكذا المعلم في المدرسة وتقوم هذه الألعاب بفكرتها الخبيثة بتحطيم هذه الأخلاقيات التي يتعلمها الطفل في المجتمع المسلم ، ويكون منقسما في فكره بين الحق والباطل
وقس على ذلك  الألفاظ والموسيقى بوسائل تشويقية كثيرة؛ فالذكاء يصور على أنه الخبث ، والطيبة على أنها السذاجة وقلة الحيلة ، مما ينعكس بصورة أو بأخرى في عقلية الطفل وتجعله يستخدم ذكاءه في أمور ضارة به وبمن حوله . ولعبة أخرى؛ ملخصها أن الطفل الفائز هو الذي يستطيع أن يعري المرأة التي أمامه أكثر من الآخر، وآخر قطعة يسقطها الطفل عن جسدها تكون هي مكمن فوزه .. ! فماذا تتوقع أن يكون ابنك أوابنتك بعد ذلك
أخي المسلم :هل تعلم أن الدولة التي خرجت منها لعبة بلاي ستيشن وضعت محاذير وضوابط شديدة للتقليل من أخطارها أسوة بالخمور التي لا تباع للصغار ويمنع من قيادة السيارة من يشربها وكذلك الأفلام الإباحية و الرعب فعلى غلاف لعبة تجد +3 الذي يعني يصلح لمن هم أكبر من 3 سنوات وكذلك +7 و+12 +16 +18
هل تعلم أن بعض الولايات الأمريكية أصدرت قوانين جديدة تشدد على العقوبات لمن يبيع هذه الألعاب للفئة الأصغر-
- هل تعلم أن هذه الدول حذرت ولا زالت تحذر من اللعب بها أمام الصغار بالبيت أو التساهل بإعطائهم اللعبة
- هل تعلم  أن بعض الدول تمنع مظهر الدماء تماما بالألعاب وتطالب شركات الألعاب بجعل المجرم يطير الى السجن باللعبة بدلا من القتل .
واسمع هذا الخبر من الشبكة الاقتصادية – تقول عممت مصلحة الجمارك على جميع المنافذ الجمركية البرية والبحرية والجوية بعدم السماح لأشرطة أجهزة "البلاي ستيشن" بعد أن تم اكتشاف عدد منها تحوي على مشاهد إباحية، وأخرى مسيئة للإسلام وتصور الإسلام على أنه دين إرهاب. كما أن بعضها الآخر يطالب اللاعب بتحطيم أكبر عدد من المساجد وتمزيق المصحف للحصول على عدد أكبر من النقاط .
وشدد التعميم على وجوب تحري الدقة في عمليات الفسح للأشرطة والتأكد من محتوياتها قبل السماح بدخولها.
........................................
الجوانب الإيجابية لأفلام الكرتون:
تطوير اللغة..تنمية الحس الجمالي..تنمية حب الاطلاع

أما الجوانب الإيجابية فهي كثيرة، وقد لا نستطيع أن نختزل أفلام الكرتون في الكلام السابق؛ فهناك أيضاً أثر إيجابي لأفلام الكرتون على الأطفال، لابد من أن يُذكر هذا الأثر، وأن يُعزز، وقد جمعتُ أربع نقاط في هذا المساق، سأذكرها تباعاً وهي ما يأتي:
1.اللغة.
2.تنمية الحس الجمالي.
3.تنمية حب الاطلاع.
4.تعزيز القيم الإيجابية.
الأثر الإيجابي لأفلام الكرتون في اللغة:
يتجلى الجانب الإيجابي لأفلام الكرتون في اللغة في كون الدوبلاج قد اعتمد على اللغة العربية الفصحى، مع الانتشار الواسع لأفلام الكرتون، الذي يسمح للعربية الفصحى أن تنتشر معه، وقد اختارت معظم شركات الدوبلاج اللغة العربية الفصحى، باستثناء بعض الشركات اللبنانية سابقاً، والآن معظم الشركات المصرية تدبلج باللغة العامية، ولاسيما التي تدبلج أعمال الشركة الأمريكية (والت ديزني) فقد طلبت هذه الشركة الدبلجة باللهجة المصرية؛ ولا يخفى ما في ذلك من إضعاف للغة العربية الفصحى.
ولكي أقرب دور الأعمال الكرتونية في خدمة اللغة العربية أذكر ما حصل معي في الجزائر، فقد سألت بعض الأصدقاء الجزائريين السؤال التالي: كيف ترسخت العربية عندكم، على الرغم من الاستعمار الفرنسي الطويل لبلدكم، والتشويش على اللغة العربية..؟
فقالوا: السبب في ترسيخ اللغة كان لأفلام الكرتون.!!
وبالفِعل فإنا نجد النطق لدى الناشئ الصغير في الجزائر أصحَّ من نطق الكبار، والكبار يتكلمون كلمة عربية وكلمتين فرنسيتين، ويُصرِّفون الأفعال الفرنسية على طريقة الأفعال العربية؛ بطريقة طريفة تخلط ما بين اللغة العربية والفرنسية!!
أما النشء الجديد فعربيتهم ناضجة، والفضل في ذلك يعود لأمور عدة من أهمها أفلام الكرتون، فنرى الأولاد في الشارع ينادي بعضهم بعضاً قائلاً: (يا محمد أقبل.. تعال..) هذا ما يفعله الأولاد في الشوارع، وهي ظاهرة بدت بصورة واضحة في أول الثمانينيات، فأفلام الكرتون كانت سبباً من أسباب ترسيخ اللغة، وقد أحسن صنعاً من اختار اللغة العربية الفصحى لعملية الدوبلاج.
وفي مجال الحديث عن استعمال اللغة الفصحى في أعمال الأطفال، يجدر بي أن أشير إلى أولية العمل الخليجي المُعرَّب: (افتح يا سمسم)، الذي شكَّل مدرسةً للدوبلاج باللغة العربية الفصحى، فقد حدثني أحد أعضاء فريق الإعداد وهو الدكتور (عبد الله الدنان) عن الصعاب التي واجهتهم، في اختيار اللهجة التي ينبغي أن يُدبلَج بها القسم الغربي من البرنامج، فطرح هو اللغة الفصحى، ولكن معظم القائمين على العمل -وكانوا من الإخوة المصريين- قالوا: لا بد من اختيار اللهجة المصرية، بوصفها لهجة مشهورة؛ ولأن الجميع يمكنهم أن يفهموها، فهي لهجة الإعلام العربي.
وبعد طرح عدة افتراضات، ومناقشات طويلة انتصرت فكرة أن تتم دبلجة القسم الغربي من البرنامج باللغة العربية الفصحى، ونجح(افتح يا سمسم)وكان مردوده على الأطفالواللغة العربية كبيراً جداً، إلى درجة أن أدعي أنه شكَّل مدرسةً للدوبلاج باللغة العربية الفصحى.
وفي مجال خدمة العربية الفصحى لا بد من التنويه إلى أن بعض الشركات اللبنانية التي لم تهتم في تنقية أفلام الكرتون اهتمت باللغة العربية الفصحى، كما في شركة(عبْر الشرق الأوسط)وهي التي دبلجت(ساسوكي)، فهذه الشركة رَكَّزت على اللغة العربية مع أنها لم تركز على تنقية العمل من مشكلاته الأخلاقية ونحوها.
وفي هذا السياق لا بد من الإشارة إلى دور قناة(Space toon)والجزيرة للأطفال في تعزيز اللغة القويمة ونشرها في وسط الأطفال، ولاسيما أن أولادنا يجلسون لمشاهدة هاتين القناتين مدة ساعة، واثنتين، وربما ثلاث ساعات، أو أكثر. ولست أثني على هذه المحطات بإطلاق، ففيها من المساوئ كثير، ولكنني أثني على ما فيها من حالة لغوية صحيحة.
فإذاً كان لأفلام الكرتون دور هام في تعزيز اللغة العربية، ونشر الثقافة اللغوية الصحيحة.

 
   
 

 
           

 



أفضل 10مواقع إسلامية2020

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..هل أصبح موضة قديمة..؟

التسول ظاهرة اقتصادية.. والإسلام منها بريء


ما قل ودل من كتاب أدب الدنيا والدين

التمييز العنصرى ظلم ولكن...

فرح المؤمنين بمساجدهم


الداعية والمفكر الإسلامي الدكتور عمر عبدالكافي في حوار صريح

القضاء والقدر

جلول حجيمي :لا لمحاولات نشر التشيّع في الجزائر


الحرب على الحجاب تتمدد بالغرب

الإسلاموفوبيا تغزو الجامعات البريطانية

إبادة مسلمي ميانمار جريمةٌ حكومية ومسؤولية دولية




من تصميم
من نحن
إتصل بنا
islamarabi.com © 2015-2010
html hit counter
مقالات
مسلمون حول العالم
الرقية الشرعية
الطب النبوي
طريق التوبة
تفسير الاحلام
التنمية البشرية
بستان الحكمة
قضايا إسلامية
للأخوات فقط
فتاوى
مختارات
القدس
ملفات
أخبار و تقارير
حوارات