ملفات حوارات قضايا مختارات فتاوى أخبار و تقارير الرئيسية


الدكتور عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين:

 

جمعية العلماء تعيش على مجموعة التبرعات التي يقدمها المحسنون..؟

 
 

"هذه رسالتنا للنواب الجدد"
* "الاستعمار شيطان يستحق اللعن"
"ابن باديس هو واضع دستور الجزائر المستقلة"
* "عيب ألا تحصل الجمعية على مساعدات من الدولة"

توجهت إلى الدكتور عبد الرزاق قسوم وأنا أحمل في ذهني أفكارا استقيتها من بعض ما كُتب عن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وشخص رئيسها في صفحات جرائدنا اليومية ومن ذلك أن رئيس جمعية العلماء عميل للاستعمار الفرنسي لأنه كان يعمل في إذاعة "صوت البلاد" التي أنشأتها فرنسا لمحاربة ثورة التحرير لأضيف هذا الاتهام إلى جملة الاتهامات التي وجهت إلى جمعية العلماء كمعاداتها للثورة أو وقوفها موقف المتفرج في الوقت الذي أعلنت فيه جبهة التحرير الثورة ضد الاحتلال، لكنني وجدت نفسي أمام مثقف ومجاهد وطني إلى أبعد الحدود يترأس جمعية العلماء المسلمين التي لها ثقلها من خلال مسارها التاريخي الحافل وانجازاتها التي لا ينكرها إلا جاحد، فانقشعت تلك الأفكار السلبية وارتأيت بذلك أن أستهل الحديث معه عن تجربته النضالية وهو أستاذ بمدرسة "السنية".

س: ماذا تقول لنا عن تجربتك النضالية؟
ج: على كل نحن أدينا ما كان يجب علينا أن نؤديه كشباب وكمثقفين ومتأصلين في ذلك الوقت وما يمكن قوله عن تجربتي النضالية هو ما يمكن أن يقال عن أي مواطن صادق الوطنية يعتز بانتمائه ويحس بمعاناة وآمال وآلام شعبه، كنا نعتبر اليوم الذي لم نقدم فيه للنضال الجزائري شيئا هو يوم غير محسوب من حياتنا ولذلك ففي كل مجال من مجالات الحياة كانت لنا والحمد لله بصمة، سواء بالنسبة للنضال السياسي أو الاجتماعي أو بالنسبة لتقديم المساعدات لأبناء الشهداء ولأبناء المجاهدين إضافة إلى نشر الثقافة وتوعية المواطنين واستغلال ما يمكن استغلاله من الجنائز والولائم لبث الوعي الوطني، كل هذا إلى جانب الاتصالات المكثفة مع الأربع ولايات التي كانت تنشط آنذاك.

س: إذا كانت لك اتصالات مع قادة جبهة التحرير الوطني؟
ج: نعم كانت لي اتصالات مع مجموعة من المسؤولين أمثال محمد ولد الحاج مدير الولاية الثالثة وموسى غاندي مسؤول الولاية الأولى وأحمد زيغم مسؤول الولاية الرابعة في حي بئر مراد رايس وكان هدفنا المشترك هو تنسيق العمل وتجسيده في مختلف المجالات حيث كنا نستغل ممارستنا للتعليم من أجل تنشيط عملنا النضالي وكنا نلتقي بالمسؤولين في مدرسة (السنية) ببئر مراد رايس، وهناك كنا نحضر الخطابات ونكتب البيانات ونتلقى التعليمات من قادة الجبهة.

س: كيف كان يتم تنسيق العمل مع قادة الجبهة في ظل التضييق الاستعماري؟
ج: جبهة التحرير كانت تعتمد على خطة محكمة في قضية الاتصالات بين القادة ومختلف المسؤولين والمناضلين، بحيث يتعامل المناضلون مع مسؤولهم المباشر فقط ولا يعرفون المسؤول الحقيقي للولاية أو المنطقة وذلك تجنبا لوقوع أي خلل في حال تعرض أحد المناضلين إلى الاعتقال، وأذكر أنه عندما ألقي القبض على ياسف سعدي وضعت خطة من أجل إعادة بناء العاصمة وخلق تنظيم جديد بعد انقطاع الاتصال بين المناضلين والمسؤول الأول بغياب ياسف سعدي الذي كان يمثل حلقة الوصل، وكان آنذاك زبير الثعالبي الذي هو اليوم من أعضاء جمعية العلماء المسلمين هو مسؤولي المباشر فسلمته الخطة التي كانت عبارة عن عملية لإعادة التنظيم بحيث لا يتأثر العمل النضالي باعتقال ياسف وجماعته.

س: ما تقييمك لخمسين سنة من الاستقلال؟
ج: خمسون سنة من الاستقلال لا بد أن ننظر إليها من زاويتين، فإذا نظرنا إليها من الزاوية الزمنية المدنية المحضة فسنقول أن 50 سنة تمثل النضج والوعي واستكمال القوة والتنمية الإنسانية الكاملة أما إذا نظرنا إليها كمرحلة زمنية عاشها الشعب الجزائري فخمسون سنة لا تمثل شيئا بالنسبة للشعوب، ومع ذلك فقد حققنا فيها بعض الإنجازات ولكنها في اعتقادي الخاص لم ترق إلى مستوى الطموحات المنشودة فمازال البؤس موجودا والبطالة متفشية والتخلف الاقتصادي والاجتماعي عاما وما زالت الأمية منتشرة لذلك فنحن نشيد بما تم إنجازه ولكن نستحث الهمم وندعو إلى مزيد من الجهد من أجل اللحاق بركب الأمم المتقدمة لأن خمسين سنة بالنسبة لنا لم ننجز فيها ما كان يجب أن ينجز في حين تعتبر 50 سنة في المجتمعات المتقدمة مدة زمنية قد تتحقق فيها وثبة لم نصل بعد إلى مستواها.

س: وماذا تقترح حتى نتمكن من اللحاق بركب التنمية والتطور؟
ج: يجب إعادة النظر في كل شيء لاسيما في توزيع المناصب والمسؤوليات الذي يجب أن نعتمد فيه بالأساس على الكفاءة لا على الولاء والعلاقات الخاصة والجهوية والقبلية وغيرها من الانتماءات ولا بد من إسناد كل تخصص لأهله، ويجب أن ننطلق دائما من مبدأ أن الإنسان هو أساس التقدم والتنمية وأن الإنسان الذي يضمن لنا التنمية والتطور هو ذلك الذي يتحلى بالالتزام والكفاءة والأخلاق.

س: ما رأيك فيمن يقول بعد خمسين سنة من الاستقلال أن جمعية العلماء لم تشارك في الثورة؟
جمعية علماء المسلمين الجزائرج: هذا كلام لا يستحق أن يجاب عنه ولولا احترامي لك لما أجبت، لكن طمأنه لك وللقراء ينبغي أن نؤكد حقيقة واحدة هي أن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين قد قامت وامتدت واشتدت وبقيت بالنضال الوطني، فبعد 100 سنة من الاحتلال جاءت جمعية العلماء لترد على المستعمر الذي احتفل بمرور 100 سنة من الاستعمار وقال أنه يشيع الإسلام ولغة الوطن ووحدته بهذه المناسبة لكن الجمعية قالت له كذبت وخسئت لأن الإسلام ديننا والعربية لغتنا والجزائر وطننا ولا يمكن لهذا أن يزول، وأريد أن أقدم أدلة لمن يزعم أن الجمعية لم تشارك في الثورة فالشيخ عبد الحميد بن باديس قال مرة لبعض مقربيه "لو ضمنتم لي 10 مسلحين مخلصين لأعلنت الثورة ضد فرنسا" وقال أيضا بعد المؤتمر الذي عقد في 1936 "آن أوان اليأس من فرنسا" وهذا معناه أنه لا مجال للحوار مع المستعمر واللغة الوحيدة التي يمكن استعمالها هي لغة الجهاد لذلك قال "كوّنوا جبهة لا يمكن التفاوض في المستقبل إلا معها" بن باديس قال هذا الكلام سنة 1939 وجبهة التحرير تأسست في 1954 يعني أنه هو من تنبأ بالجبهة، أضف إلى ذلك أن الشيخ البشير الإبراهيمي قال في إحدى مقالاته: "الاستعمار شيطان وإن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا" هل هناك أبلغ من هذا الكلام؟ هذه دعوة واضحة لإعلان الجهاد ضد الاستعمار.
وعلى كل نحن نعتقد أن بن باديس هو واضع الدستور الجزائري المستقل حينما نظم قصيدة (شعب الجزائر مسلم) التي أعلن فيها الثورة قبل أن تنطلق وباختصار فإن كل أعمال جمعية العلماء من أبسط عضو فيها إلى أعلى قائد كانت كلها مجندة ومهيأة للجهاد في سبيل الجزائر.

س: من خلال كلامك نفهم أن جمعية العلماء قد قامت بدافع نضالي، ما مبرر وجودها في الجزائر التي تنعم باستقلالها اليوم؟
ج: إضافة إلى الجانب النضالي تحمل الجمعية شقا إصلاحي، صحيح أنها قامت من أجل إعادة الوعي بالكينونة والهوية والشخصية وبوجوب الخلاص من الاستعمار لكنها تحمل أهدافا إصلاحية أيضا كتوعية المواطن بوطنيته وتوعية المسلم بعقيدته وفهمه الصحيح للإسلام وتوعية الجزائري بلغته وثقافته العربية ووحدة مجتمعه، والجزائر اليوم في أشد الحاجة إلى كل هذه الأمور فالجزائري اليوم يعاني من تخلخل في هويته وانسلاب في لغته وغزو ثقافي في أخلاقه من جراء الشلال الإعلامي المنصب على عقولنا وأنفسنا والتيار الفرونكوفوني الذي يريد سلب ثقافة الجزائري وتعويضها بثقافته الخاصة والمؤامرات الخارجية التي تضرب الوحدة الوطنية من خلال بعض دعاة الانفصال، ونعتقد أن كل هذا يحتاج إلى وجود جمعية العلماء وتدخلها من أجل تحصين الذات.

س: كيف يكون نشاط الجمعية في هذا المجال؟
ج: نحن نجند كل طاقاتنا من أجل توسيع المدارس الدينية والقرآنية والثقافية، ونعمل دائما على تكوين شعب جديدة لمحاولة تحصين المواطن الجزائري في كافة الولايات إلى جانب كتابة المقالات وتكثيف الوعظ في المساجد من أجل تثبيت دعائم الوحدة الوطنية والشخصية والعقيدة واللغة.

س: هل تلاقي جمعية العلماء خلال نشاطها تجاوبا من المجتمع الجزائري؟
ج: أكثر مما كنا نتوقع حقيقة فوجئت بحجم الإقبال على الجمعية والثقة الممنوحة لها حتى أن تنافس الولايات على تنسيق النشاط الثقافي جعلنا لا نستطيع أن نلبي طلبات جميع الولايات حيث تنظم النشاطات بمعدل 3 إلى 4 نشاطات يوميا في مختلف ولايات الوطن، ونحن بعددنا القليل لا نستطيع أن نواكب كافة النشاطات، ورغم ذلك نتفاءل كثيرا بمستقبل الجمعية وندعو بالمناسبة كل من يحمل هاجس الوطنية والعقيدة واللغة العربية إلى الالتفاف حول الجمعية لاسيما الكفاءات الجامعية والعلمية والدينية والثقافية من أجل القيام بالنشاطات المطلوبة في كامل التراب الوطني.

س: هل تكفي إمكانيات الجمعية لتغطية هذه النشاطات المكثفة؟
ج: للأسف الشديد الجمعية لا تتمتع بميزانية من الدولة، كما أنها تعاني من هذا المقر الذي لا يتماشى مع طموحاتها ولا يستجيب لتطلعاتها، ولكن نحن دائما نستثمر في الشعب الجزائري فالأغنياء والطيبون والمثقفون والمجاهدون والعلماء يساندون جمعية العلماء ماديا ومعنويا، ونحن نثق في رأس المال الوطني المتمثل في الإنسان الجزائري.

س: هل نفهم أن جمعية العلماء قائمة على مجموعة التبرعات التي يقدمها المحسنون؟
ج: نعم، ميزانية الجمعية هي مجرد تبرعات من المحسنين الذين تأكدوا أن جمعية العلماء لا تصرف سنتيما إلا في محله سواء في التعليم أو الكتابة أو النشر أو النقل، وهذه التبرعات هي التي تضمن بقاء الجمعية بموظفيها ومساعديها وطموحاتها.

س: ألا ترى بأن هناك نوع من التهميش لجمعية العلماء مقارنة ببعض المؤسسات التي تحظى بدعم مالي من الدولة؟
ج: نحن نوجه نداء إلى وزارة الثقافة ووزارة الشؤون الدينية وإلى رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية ونقول لهم عيب ألا تحصل الجمعية على مساعدات معتبرة، فنحن نعتقد أن الجمعية ملك لكل الجزائريين وبالتالي فهي تملك حقها في كل ما هو مال عام في هذا الوطن لكنني أفتح قوسا وأقول أننا قد استقبلنا منذ أيام من رئيس الحكومة أحمد أويحيى وطرحنا عليه القضية ووعدنا بالتكفل بالأمر.

س: وإلى أي مدى تم تجسيد هذه الوعود؟
ج: نحن تحصلنا على إسعاف أولي وهي مساعدة مالية نشيد بها ونشكره عليها ونتمنى أن تتلوها مساعدات منتظمة داخل الميزانية الوطنية، لكنه وعدنا أيضا بأن يوفر لنا مقرا لكن إلى حد الآن هذا لم يتجسد، هناك وعود وآمال لكن لم يتحقق شيء إلى حد الآن ونحن نجدد دعوتنا إليه اليوم.

س: ما تقييمك لواقع الجامعة الجزائرية؟
ج: الجامعة الجزائرية هي حصن حصين ومصنع قوي لبناء الإنسان عقليا وثقافيا واجتماعيا وأخلاقيا، ولا شك أن هناك إمكانيات هائلة خصصت من أجل البحث العلمي ولكن أعتقد أنه قد آن الأوان لننتقل من الكم إلى الكيف فليس الهدف أن تخرّج الجامعة سنويا آلاف الطلبة حملة الشهادات ولكن الأساس أن نهتم بنوعية الشهادات ومحتواها العلمي والعمل بهذه الشهادات لصالح الوطن والمجتمع، ولعل أكثر ما يحز في نفوسنا اليوم هو وجود الجامعة الجزائرية خارج التصنيف العالمي فلا توجد ولا جامعة جزائرية من بين 1000 جامعة التي صنفت في المراتب الأولى وهذا أمر يشيننا طبعا، لذلك نحن ندعو إلى إعادة تفعيل الجامعة بإسناد المسؤوليات إلى المتخصصين وبإعادة الجامعة للأساتذة والطلبة حتى يتعاونوا بيداغوجيا وعلميا وثقافيا لما فيه صالح الجامعة أي أن يكون التسيير في يد الأستاذ لأنه هو من يعيش مشاكل الطالب ومشاكل الأستاذ والإدارة الجامعية.

س: تعد اللغة العربية إحدى الدعائم التي قامت عليها جمعية العلماء في رأيك هل تحتل هذه اللغة بعد خمسين سنة من الاستقلال مكانتها اللائقة؟
ج: لا وألف لا، للأسف الشديد وهذا يحز في قلوبنا ويعز علينا أن نلاحظه، اللغة العربية تقهقرت ولم تعد تحظى بالمكانة التي تستحقها ونحن ندق ناقوس الخطر أمام المسؤولين ونقول لهم أن هذه أمانة الشهداء والعلماء والمجاهدين فعلى كل واحد أن يتحمل مسؤوليته بشجاعة ووطنية، وندعو من منبر جمعية العلماء كل القائمين على الشأن الوطني أن يعيدوا إلى اللغة العربية مكانتها لأن أول نداء وجه بعد الاستقلال كان من أجل الحفاظ على اللغة العربية والتخلي عن لغة المستعمر حيث قال الشيخ البشير الإبراهيمي في أول جمعة صلاها إماما بمسجد كتشاوة "إن الاستعمار قد خرج من ثكناتكم وحقولكم ولكنني أنصحكم بألا يبقى في ألسنتكم وعقولكم" ولكن للأسف الشديد الاستعمار باق في ألسنتنا وعقولنا ومازلنا لحد الآن نشاهد لافتات المحلات تكتب باللغة الأجنبية دون العربية وهذا قبح وتشويه ولعنة للاستقلال الوطني.

س:ألا ترى بأن هذه المظاهر هي امتداد للواقع العام الذي تفرضه الإدارات والمؤسسات الرسمية في الجزائر؟
ج: طبعا "لا يستقيم الظل والعود أعوج"، لذلك أنا أدعو إلى أن يشمل التعريب جميع المجالات بدءا بالإدارة وأرى أنه لا بد من ثورة إدارية وطنية حتى تعود العربية إلى موقعها وموطنها وإلا فكأننا نكتب على الماء بالنسبة للاستقلال الوطني، كما نطالب بأن تفعّل اللغة العربية في الجامعة فيما يتعلق بالأقسام العلمية كالطب والفيزياء والكيمياء والصيدلة إضافة إلى الثقافة الإسلامية التي لا بد أن تدخل الاختصاصات العلمية الدقيقة، وإلى جانب ذلك لا بد من تطبيق القانون الذي يحتم علينا أن نلزم كل من كتب باللغة الأجنبية أن يمحوها لأن هذا مخالف للدستور الوطني ومبادئ الاستقلال وأنا أتساءل لماذا يسكت المسؤولون عن كل التجاوزات الحاصلة في هذا المجال.


س: ما رأيك في المطالبة بقانون رسمي يجرم الاستعمار الفرنسي؟
ج: أنا أؤيده لأن الاستعمار الفرنسي كما قال الشيخ البشير الإبراهيمي شيطان، والشيطان عدو لذلك يجب أن نجرم هذا الاستعمار تماما كما نلعن الشيطان.

س: هل تتوقع أن البرلمان الجديد سيتمكن من إصدار قانون من هذا النوع بعدما فشل البرلمان الحالي في تمريره؟
ج: هذا الأمر موكول إلى المسؤولين الجدد الذين سيوكل إليهم قضية التقنين، وهؤلاء يحملون تبعات هذه الأمة وهذا الوطن ولا بد من أن يفعلوا شيئا بالنسبة لهذه القضية.

س: ما رسالة جمعية العلماء المسلمين إلى هؤلاء؟
ج: رسالتنا إليهم هي أن يكونوا في مستوى طموحات الأمة، نحن نحس بأن العالم يتغير من حولنا وأن نسمة التغيير والإصلاح تهب على جميع المواطن، ونحن نأمل أن يتم هذا التغيير بكيفية سلمية وأن نتحول من هذا الوضع السيئ إلى وضع أحسن دون دم ولا قتل ولا عنف حتى يستطيع المواطن الجزائري أن يعيش في كنف الإصلاح فإن لم يكن ذلك فنحن نحمّل هؤلاء المسؤولين الجدد هذه الأمانة وهي في أعناقهم وستظل تلاحقهم إلى يوم الدين.

س: كحركة دعوية إصلاحية ما علاقة جمعية العلماء المسلمين بالسياسة؟
ج: السياسة لها مفهومان، بالنسبة للمفهوم الديني الإسلامي نحن سياسيون، أما بالنسبة للمفهوم المتعارف عليه من خزعبلات ومناورات وحزبية ضيقة فنحن ضده، ونحن سياسيون بالمفهوم الإسلامي الذي يعني البناء والتغيير والإصلاح والأخوة والمحبة والتداول على السلطة والتناوب في أداء المسؤوليات، أما السياسة بالمفهوم الميكيافيلي والإنسان ذئب لأخيه الإنسان فنحن ضده ونكفر به.

س: هل كان لجمعية العلماء مرشحون في انتخابات العاشر من ماي؟
ج: لا أبدا ليس لدينا لا حزب ولا مرشح نؤمن به أو نؤيده أو نوافق عليه أو نعمل على أن يفوز، بالنسبة إلينا نحن مع كل مرشح صالح ومصلح مهما كان الحزب الذي ينتمي إليه.

س: في رأيك هل سيكون حظ الإسلاميين في الجزائر كحظهم في تونس مثلا؟
ج: لا أستطيع أن أتكهن بهذا، بالنسبة لي الهاجس الذي يسكنني هو أن يحكم الجزائر إصلاحيون مصلحون من أي فئة كانت لا يهم ذلك المهم هو أن يكونوا إسلاميين وطنيين مخلصين للثوابت الوطنية وأهلا بهؤلاء من أي جهة كانوا.

س: تحتفل الجزائر هذه السنة بمرور خمسين سنة من الاستقلال ما تقييمك لمستوى الاحتفالات؟
ج: الاحتفالات الحقيقية لم تبدأ بعد، نأمل أن تكون في مستوى الحدث لأن الاستقلال الوطني شيء غالي وحصلنا عليه بالدماء والدموع ولا يعرف الشوك إلا من كابده ولا الصبابة إلا من يعانيها فالكفاح والجهاد لا يمكن أن يعرف قيمته إلا أولئك الذين عاشوا تلك الفترة لكن رغم غلاوة الاستقلال إلا أن الوفاء للاستقلال يبقى أغلى لذلك علينا أن نتحلى بالوفاء بإبراز كل ما يمكن إبرازه خلال الاحتفال من قيمة وأهمية.

س: ألا ترى بأن الاحتفالات قد تأخرت مقارنة بحجم المناسبة؟
ج: إلى حد ما هناك تأخر، كنا نتوقع أن تخصص سنة كاملة للاحتفال كما فعلنا بتلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، لكن رغم ذلك نرى أنه إذا كان الإنسان سيقدم عملا جيدا فلا بأس بذلك لأنه لايزال هناك وقت.

س:هل لجمعية العلماء المسلمين مساهمات في الاحتفال بالذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية؟
ج:نحن قدمنا عدة مشاريع منها تصوير أفلام وثائقية عن بعض العلماء والشهداء والمثقفين وهذا المشروع هو اليوم في يد وزارة الثقافة ونحن ننتظر الرد، هناك أيضا عدة كتب نريد إصدارها أردنا من خلالها إعلان تراث جمعية العلماء المسلمين الجزائريين احتفاء بالذكرى الخمسين للاستقلال، وعلى كل نحن ننتظر الرد من وزارة المجاهدين ووزارة الثقافة ونأمل أن يكون الجواب إيجابيا.

س: ما هي أولويات جمعية العلماء المسلمين في النهوض بالمجتمع الجزائري؟
ج:أولويتنا هي توعية المواطن الجزائري بكينونته وبهويته واستقلاله وتميزه عن باقي المجتمعات في لباسه وأكله وثقافته ولغته وأخلاقه وهدفنا أن نكوّن إنسانا جزائري مزوّد بكل هذه المكونات.

س: ماذا عن رسالتها إلى المجتمع الجزائري؟
ج: هي الإسلام ديننا والعربية لغتنا والجزائر وطننا وإلى أن نلقى الله سنبقى ننادي بهذا.

س: ما الآفاق المستقبلية لجمعية العلماء؟
ج:هي موقوفة على مدى التزام الشعب الجزائري، نحن نطمح إلى أن يلتف الشعب الجزائري حول الجمعية حتى تكون هي المصباح الذي يستضاء به في أي حادثة أو حلكة ظلام وأن تكون هي الحكم عندما تتنازع بعض التجمعات أو الأحزاب أو التنظيمات وأن تكون هي القاضي الفيصل في قضايا الأمة والمجتمع.

س: ما موقف جمعية العلماء من الحراك العربي الذي عاشته بعض الدول مؤخرا؟
ج: ندعو بالنجاح إلى أي شعب عمل على تغيير أنظمته من ظلم إلى صلاح وعدل، ونأمل أن تكون هذه الجموع وفية للمبادئ الأولى بعيدا عن أي عنف واشتباكات أو تهديدات لأية جهة كانت هذا ما نأمله ونتعاطف مع كل من يطالب بحقه في العدل والحرية وتحقيق الأهداف الإسلامية.

س: وإن كان بنفس الطريقة التي تعيشها سوريا اليوم مثلا؟
ج: لا أنا قلت بعيدا عن كل عنف

س: لكن العنف قد وقع ما موقف جمعية العلماء مما هو حاصل؟
ج: نأمل من الإخوة الذين استعادوا سلطتهم أن يتعلموا من أخطائهم وأن يمسحوا عن شعوبهم الدموع ويحقنوا الدماء وأن يعملوا في كنف الوضوح والسلم وأن يحققوا المطامح التي علقها الشعب عليهم دون أي عدوانية ولا تهديد ولا دم جديد.

س:هل تتوقع أن يتجسد التغيير السلمي في الجزائر بخلاف ما حدث في بعض الدول العربية؟
ج: التغيير حتمي ولا بد منه وليس بالضرورة أن تكون قدوتنا تونس أو ليبيا يجب أن يكون التغيير منبثقا من داخلنا ولصالح وضعنا وبأسلوبنا الخاص.

أجرت الحوار: آسية مجوري/أخبار اليوم

 
   
 

 
           

 



أفضل 10مواقع إسلامية2020

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..هل أصبح موضة قديمة..؟

التسول ظاهرة اقتصادية.. والإسلام منها بريء


ما قل ودل من كتاب أدب الدنيا والدين

التمييز العنصرى ظلم ولكن...

فرح المؤمنين بمساجدهم


الداعية والمفكر الإسلامي الدكتور عمر عبدالكافي في حوار صريح

القضاء والقدر

جلول حجيمي :لا لمحاولات نشر التشيّع في الجزائر


الحرب على الحجاب تتمدد بالغرب

الإسلاموفوبيا تغزو الجامعات البريطانية

إبادة مسلمي ميانمار جريمةٌ حكومية ومسؤولية دولية




من تصميم
من نحن
إتصل بنا
islamarabi.com © 2015-2010
html hit counter
مقالات
مسلمون حول العالم
الرقية الشرعية
الطب النبوي
طريق التوبة
تفسير الاحلام
التنمية البشرية
بستان الحكمة
قضايا إسلامية
للأخوات فقط
فتاوى
مختارات
القدس
ملفات
أخبار و تقارير
حوارات