ملفات حوارات قضايا مختارات فتاوى أخبار و تقارير الرئيسية


العربي تكشف حقائق مرعبة وأرقام مثيرة للجدل:

 

المطلوب تحرك الأئمة والمساجد لمحاربة ظاهرة الإنتحار..؟

 
 

حقائق مرعبة وأرقام مثيرة، تستدعي التحرك بجدية لمحاربة
انتشار ظاهرة الإنتحار، وتحديدا الأطفال إلى تأثير السلبي لوسائل الإعلام على نفسية
هذه الفئة لاسيما منها الرسومات المتحركة التي تبث العنف وهو ما يدفع بالطفل إلى
محاولة تقمص الأدوار التي تؤدي به إلى الانتحار، وقد دعا وزير الشؤون الدينية
والأوقاف السيد بوعبد الله غلام الله الأئمة إلى توعية المواطنين من خلال الخطاب
المسجدي بخطورة هذه الظاهرة التي وصفها بـالدخيلة عن المجتمع الجزائري المعروف
بصبره وبإيمانه بالله عز وجل، مؤكدا على ضرورة تنسيق الجهود بين مختلف مؤسسات
المجتمع لمكافحة هذه السلوكات الانتحارية وكذا تفعيل دور المسجد نظرا لوظيفته
التوعوية والإرشادية من خلال الخطب والدروس التي تتطرق لهذه الظاهرة الخطيرة.

...........

خلال الندوة الشهرية للأئمة حول ظاهرة الانتحار:

خمس محاولات انتحار يوميا بالجزائر

كشفت مصالح الدرك الوطني عن حقيقة مرعبة، حين قدمت أرقاما تشير إلى أن 2191 جزائري
قد حاولوا الانتحار خلال الشهور الـ16 الماضية، تكللت محاولات 335 منهم بالنجاح،
للأسف، وهي أرقام مفزعة تشير إلى أن نحو خمسة جزائريين يحاولون الانتحار كل يوم،
وذكرت مصالح الدرك الوطني أنها أحصت 2191 حادث انتحار من بينها 335 حالة انتحار
حقيقية و1856 حالة شروع في الانتحار عبر الوطن بداية من الفاتح جانفي من سنة2011
إلى غاية شهر ماي الجاري حسب ما أعلن عنه بالجزائر العاصمة ممثل عن الدرك الوطني
السيد فوزي زين،وأعلن السيد زين عن هذا الرقم خلال تدخل له خلال الندوة الشهرية
للأئمة حول ظاهرة الانتحار: الأسباب وطرق علاجها في ضوء الإسلام المنظمة من طرف
وزارة الشؤون الدينية والأوقاف،وأوضح أن التحقيقات التي قامت بها مصالح الدرك
الوطني كشفت عن بروز ظاهرة جديدة تتمثل في انتحار الأطفال وكذا الفئة التي لا
يتجاوز عمرها 18 سنة، معتبرا هذا بـالأمر المدهش خاصة أن العادة جرت أن يتم تسجيل
حالات الانتحار ضمن الفئة العمرية ما بين 35 و45 سنة،وأرجع ذات المتحدث أسباب
انتشار ظاهرة انتحار الأطفال إلى تأثير السلبي لوسائل الإعلام على نفسية هذه الفئة
لاسيما منها الرسومات المتحركة التي تبث العنف وهو ما يدفع بالطفل إلى محاولة تقمص
الأدوار التي تؤدي به إلى الانتحار.

........................................

المطلوب من الأئمة إلى توعية المواطنين من خلال الخطاب المسجدي بخطورة هذه الظاهرة

بمناسبة الندوة الشهرية للأئمة حول ظاهرة الانتحار دعا وزير الشؤون الدينية
والأوقاف السيد بوعبد الله غلام الله الأئمة إلى توعية المواطنين من خلال الخطاب
المسجدي بخطورة هذه الظاهرة التي وصفها بـالدخيلة عن المجتمع الجزائري المعروف
بصبره وبإيمانه بالله عز وجل،وأكد السيد غلام الله على ضرورة تنسيق الجهود بين
مختلف مؤسسات المجتمع لمكافحة هذه السلوكات الانتحارية وكذا تفعيل دور المسجد نظرا
لوظيفته التوعوية والإرشادية من خلال الخطب والدروس التي تتطرق لهذه الظاهرة
الخطيرة.

..............................

السلوكات الانتحارية ظاهرة جديدة بالنسبة للمجتمع الجزائري

اعتبرت الدكتورة سامية قطوش جامعة الجزائر السلوكات الانتحارية ظاهرة جديدة بالنسبة
للمجتمع الجزائري لا سيما ما يتعلق بـانتحار الأطفال الذي يستدعي تفعيل كل الجهود
للبحث عن أسبابه،واعتبرت السيدة قطوش أن الإتجاه نحو الانتحار جزء من ثقافة العولمة
التي تسببت في انتشار الفردانية والعزلة الإجتماعية للأفراد داخل الأسرة الواحدة،
داعية في هذا الشأن إلى تنشيط قنوات الإتصال الأسري، لأن الجميع يدرك بأن قتل النفس
بغير حق جريمة كبيرة، وهو من كبائر الذنوب فليحذر الإنسان من التورط في تلك الجريمة
الشنيعة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجتنبوا السبع الموبقات أي
المهلكات وذكر منها: قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق رواه البخاري 2766، ومسلم
89 .

.....................

أرقام وإحصائيات رهيبة

كشفت التقارير الأخيرة لمصالح الدرك الوطني إلى اتساع ظاهرة الانتحار وسط الشباب في
الفترة الأخيرة، وتبقى البطالة والمشاكل الاجتماعية أحد أهم الأسباب الرئيسية التي
تدفع الشباب إلى وضع حد لحياتهم، في الوقت الذي تشير فيه التقارير إلى أن 70
بالمائة من المنتحرين أميون و11بالمائة موظفون و6 بالمائة طلبة، وهو ما يؤكد أن
الانتحار لم يعد حكرا على فئة معينة. وبلغة الأرقام، فقد سجلت 128 عملية انتحار سنة
2007 و33 انتحارا خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية مقابل41 محاولة فاشلة
للانتحار، ويبقى الذكور في صدارة قائمة المنتحرين.

الإحصائيات التي حملتها دراسة لخلية الإعلام لمصالح الدرك الوطني من إعداد الملازم
الأول عيدات احمد، سلطت الضوء على أسباب الانتحار بالجزائر والتي لم تخرج عن نطاق
المشاكل الاجتماعية والنفسية بالإضافة إلى البطالة وسط الشباب من كلا الجنسين، حيث
تشير أرقام سنة 2006 إلى تسجيل177 حالة انتحار منها 87 حالة تتعلق بالذكور و30 حالة
للإناث، في الوقت الذي بلغت عدد محاولات الانتحار 109 محاولة بعد أن تمكنت مصالح
الحماية المدنية من انقاذ بعض الضحايا الذين تتراوح أعمارهم مابين 18 و40 سنة.

وحسب تقارير هذه المصالح، فإن الأرقام شهدت ارتفاعا ملحوظا سنة 2007 بعد إحصاء 128
عملية انتحار، وكان الذكور دائما في الصدارة بـ107 انتحار مقابل 21 انتحارا وسط
الإناث. وحددت أسباب الانتحار في الأمراض العقلية بالدرجة الأولى من خلال تسجيل 25
عملية انتحار و8 محاولات تليها الضغوط النفسية بـ23 انتحارا، المشاكل العائلية بـ16
انتحارا، فقدان الأمل بـ5 انتحارات وأسباب أخرى بـ69 انتحارا. وتراوحت أعمار
المنتحرين خلال سنة 2007 ما بين اقل من 18 إلى 45 سنة، حيث تم تسجيل انتحار 16 شابا
تقل أعمارهم عن 18 سنة و50 شخصا تتراوح أعمارهم مابين 18 و30 سنة، في حين سجلت 23
حالة انتحار لأشخاص تزيد أعمارهم عن 45 سنة.

وبخصوص المحاولات الفاشلة للانتحار خلال نفس الفترة، فقد سجلت 128 حالة منها41 ذكور
و87 إناث، وهو ما يؤكد أن الإناث يفشلون في وضع حد لحياتهم لاعتبارات عديدة، وتشير
التقارير أنه من مجمل 128 محاولة انتحار، 57 حالة تخص أشخاص بدون مهنة في الوقت
الذي سجلت 5 حالات للفلاحين، 17 حالة للموظفين و9 حالات للتجار. وتبقى المشاكل
الاجتماعية والعائلية في طليعة الأسباب الداعية للانتحار بتسجيل 16 حالة، واحتلت
الاختلالات العصبية والاضطرابات النفسية الدرجة الثانية.

........................

تكثر حوادث الانتحار في فترة ظهور نتائج الامتحانات

من ضمن الولايات التي عرفت حالات كثيرة من الانتحار، تتصدر ولاية بجاية القائمة من
خلال تسجيل 19 حالة منها حالتين للإناث، تليها تيزي وزو بـ11حالة و8 حالات بولاية
باتنة، 7 ببسكرة و6 حالات بالعاصمة. وتكثر حوادث الانتحار في فترة ظهور نتائج
الامتحانات، حيث سجل إقدام عدد كبير من المخفقين في دراستهم على وضع حد لحياتهم.

وبخصوص الثلاثي الأول من السنة الجارية، سجلت مصالح الدرك الوطني 33 عملية انتحار
و51 محاولة فاشلة كان أبطالها شباب تتراوح أعمارهم مابين 18 و45 سنة في الوقت الذي
سجلت فيه محاولة واحدة للانتحار لشاب يقل عمره عن 18 سنة.

..............

الانتحار عن طريق الشنق يبقى الوسيلة المفضلة لدى فئة المنتحرين

من خلال التقارير أن الانتحار عن طريق الشنق يبقى الوسيلة المفضلة لدى فئة
المنتحرين بـ70 بالمائة، وهي الطريقة الأكثر تداولا بالنسبة للمنتحرين ذكور، وتبقى
30 بالمائة من وسائل الانتحار في التسمم واستخدام الأسلحة النارية والبيضاء أو
الرمي بالنفس من شرفات العمارات والجسور،وتشير الدراسة أن أكثر الأشخاص المقدمين
على الانتحار أميين، فمن بين 3709 حالة مسجلة خلال العشر سنوات الأخيرة نجد 2967
شخص أمي أي ما يقارب 80 بالمائة والبقية يتراوح مستواهم الدراسي بين الابتدائي
والمتوسط والثانوي وحتى الجامعي. وتؤكد الإحصائيات الأخيرة أن 63 بالمائة من
المنتحرين بدون مهنة،11 بالمائة موظفين، 12 بالمائة عمال، 18 بالمائة يزاولون مهن
حرة أما الطلبة فقد حددت نسبتهم بـ 6 بالمائة.

.................

وقفة

هل المنتحر شهيد..؟

لقد أكرم الله الإنسان وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا، كما قاله تعالى: ولقد كرمنا
بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا
تفضيلا، ولقد سخر الله كل ما في هذا الكون لخدمة هذا الإنسان الذي خلقه الله
لعبادته وحده لا شريك له، قال الله تعالى: وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض
جميعا منه. ولقد عظم الله نفس الإنسان وحرم الاعتداء عليها، وحذر من قتلها بغير حق،
سواء كان ذلك عمدا، أو خطأ، أو قتل الإنسان نفسه، فقال سبحانه: قل تعالوا أتل ما
حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق
نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي
حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون، وقال تعالى والذين لا يدعون مع
الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك
يلق أثاما . يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا . إلا من تاب وآمن وعمل
عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما، وقال تعالى من
أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما
قتل الناس جميعا ومن‭ ‬أحياها‭ ‬فكأنما‭ ‬أحيا‭ ‬الناس‭ ‬جميعا‭ ‬ولقد‭ ‬جاء‮ ‬تهم‭
‬رسلنا‭ ‬بالبينات‭ ‬ثم‭ ‬إن‭ ‬كثيرا‭ ‬منهم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الأرض‭
‬لمسرفون‮‬‭.‬

إن قتل النفس بغير حق جريمة كبيرة، وهو من كبائر الذنوب، فليحذر الإنسان من التورط
في تلك الجريمة الشنيعة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجتنبوا السبع
الموبقات ـ أي المهلكات ـ وذكر منها: قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق رواه
البخاري ومسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن
بغير حق رواه ابن ماجة. وقال صلى الله عليه وسلم: لو أن أهل السماء والأرض اشتركوا
في دم مؤمن لأكبهم الله في النار رواه الترمذي. وقال صلى الله عليه وسلم: كل ذنب
عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت كافرا،‭ ‬أو‭ ‬الرجل‭ ‬يقتل‭ ‬مؤمنا‭ ‬متعمدا‮‬‭
‬رواه‭ ‬أحمد،‭ ‬وأبو‭ ‬داود،‮ ‬وغيرهما،‭ ‬وهو‭ ‬حديث‭ ‬صحيح‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬صحيح‭
‬الجامع‭ ‬الصغير‭.‬

اعلموا ـ عافاني الله وإياكم ـ أن المنتحر قاتل للنفس التي حرم الله تعالى قتلها،
وهو من أهل النار، وهو يظن بعمله ذلك، وبانتحاره أنه يستريح من هموم الدنيا، وما
علم أنه ينتقل من الدنيا إلى عذاب أليم نسأل الله العفو والعافية.

فإياك‭ ‬إياك‭ ‬أيها‭ ‬الإنسان‭ ‬أن‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬قتل‭ ‬النفس‭ ‬بغير‭ ‬حق،‭ ‬فإن‭
‬وجودك‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحياة‭ ‬نعمة‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬وفرصة‭ ‬منحك‭ ‬الله‭
‬إياها‭ ‬لتقوم‭ ‬بما‭ ‬خلقك‭ ‬لأجله‭ ‬وهو‭ ‬عبادة‭ ‬الله‭ ‬وحده‭ ‬لا‭ ‬شريك‭
‬له‭.‬

بقلم:أبو‭ ‬سعيد‭ ‬بلعيد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬الجزائري

.........................

تحذير شرعي لمن يطلقون اسم الشهيد على من ينتحر..؟

إننا في زمن انقلبت فيه الموازين، حيث نسمع بعض الناس يطلقون اسم الشهيد على من
ينتحر من أجل قضية خاصة أو عامة، وهذا خطأ، فإن للشهادة شروطا منها: أن يكون مسلما،
وأن يجاهد لتكون كلمة الله هي العليا في الجهاد في سبيل الله، وهذا هو الشهيد
الحقيقي الذي هو حي عند‭ ‬ربه‭ ‬يرزق‭.‬

وهناك من حكمت له الشريعة بالشهادة الحكمية، ويسمى الشهيد حكما، وقد جاء ذكرهم في
أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم: الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله،
المطعون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، وصاحب الحريق
شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيدة رواه مالك وأحمد
وغيرهما، وهو حديث صحيح، ومعنى بجمع أن تموت المرأة وفي بطنها ولد، أو تموت من
الولادة.

أما من يغرق نفسه، أو يحرقها، أو يجلس أو ينام تحت سقف سينهدم لا يكون شهيدا لا
حقيقة ولا حكما، بل هو منتحر، ومهما كانت الأسباب والمسوغات والمبررات، قال رسول
الله صلى عليه وسلم: من بات فوق بيت ليس له إجار فوقع فمات، فقد برئت منه الذمة،
ومن ركب البحر عند ارتجاجه فمات برئت منه الذمة رواه أحمد وأبو داود وغيرهما وهو
حديث صحيح. ومعنى إجار: الجدار المحيط بالسطح، فمن مات في مثل هاتين الحالتين فليس
بشهيد. والحل ليس بالهروب من الهموم إلى العذاب، وليس بعلاج الخطأ بالخطأ، بل يعالج
الخطأ بالصواب، وبالطرق المشروعة والمفيدة، وباللجوء إلى الله الرحيم، رب السماوات
والأرض، الذي يقول: ادعوني أستجب لكم، وقال سبحانه: أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف
السوء ويجعلكم‭ ‬خلفاء‭ ‬الأرض‭ ‬أإله‭ ‬مع‭ ‬الله‭ ‬قليلا‭ ‬ما‭ ‬تذكرون‮‬‭.‬

أبو‭ ‬سعيد‭ ‬بلعيد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬الجزائري

..................

لأن الله تعالى يفرج الكربات ويزيل الحسرات:

لا تقع فريسة لليأس والقنوط،

على الإنسان أن يلجأ إلى الله ليقضي له الحاجات، ويفرج عنه الكربات، فإن الله تعالى
رحيم يرحم عباده حتى الكفار يرحمهم في الدنيا بالرزق والحياة، لكن من مات كافرا فإن
الله لا يرحمه يوم القيامة، فليحذر الإنسان من الوقوع فريسة لليأس والقنوط، لأن
الله تعالى يفرج الكربات ويزيل الهموم والحسرات، قال الله تعالى: ولا تقتلوا أنفسكم
إن الله كان بكم رحيما . ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على
الله يسيرا. وأما من يلجأ إلى قتل نفسه فإنه لم ينج من مشكلته، بل إنه قد وقع في
مشكلة أخرى أشد وأخطر، فيها خسارة الدنيا والآخرة، فلا يجوز أن يقتل نفسه بأي
وسيلة، بحديدة كسكين، أو رصاص، أو يتحسى السم، أو بأن يحرق نفسه، أو يغرق نفسه، أو
يخنق نفسه، أو يلقي بنفسه من شاهق فيموت، أو يضرب عن الطعام حتى يموت، فإن مثل هذا
قد أعد الله له عذابا عظيما يوم القيامة، ردعا لجريمة القتل، فقد قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدا مخلدا
فيها أبدا، ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا
فيها أبدا، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا
مخلدا فيها أبدا رواه البخاري ومسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: الذي يخنق نفسه
يخنقها في النار، والذي يطعنها يطعنها في النار رواه البخاري. وقال صلى الله عليه
وسلم: كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع، فأخذ‭ ‬سكينا‭ ‬فحز‭ ‬بها‭ ‬يده،‭ ‬فما‭
‬رقأ‭ ‬الدم‭ ‬حتى‭ ‬مات‭ ‬قال‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭: ‬بادرني‭ ‬عبدي‮ ‬بنفسه‭ ‬حرمت‭
‬عليه‭ ‬الجنة‮‬‭ ‬رواه‭ ‬البخاري‮ ‬ومسلم‭.‬

أبو‭ ‬سعيد‭ ‬ ‭الجزائري

+++++++++++++++++



ظاهرة القلق والانتحار.. أسباب وعلاج

في الغرب أعداد هائلة من المصابين بالقلق والاكتئاب يديمون التردد على عيادات الصحة
النفسية، وليس غريبا أن يكونوا كذلك، لكن الغريب أن يكون مثل ذلك بين المسلمين،
فأعداد المترددين على العيادات النفسية في ازدياد، والانتحار غدا ظاهرة ملحوظة..
فلم يحدث مثل هذا عند المسلمين، وهذا القرآن والنور النبوي بين أيديهم، والعلماء
الصادقون لا يبخلون عليهم بنصيحة؟أظن أن السبب هو الإغراق في الماديات..



فالغربيون مبدؤهم وحياتهم وأهدافهم كلها مادية، وليس لهم عناية بالجانب الروحي،
وهذا هو السبب في شقائهم، والمسلم الذي يبالغ في العناية بجسده مع إهمال روحه
يعتريه ما يعتري الكافر من ضيق واكتئاب وحاجة ملحة إلى زيارة العيادات النفسية بصفة
دائمة.



إن الإنسان مخلوق من مادة جامدة أرضية، محصورة في نطاق معين، ومادة لطيفة علوية
تسيح في العالم بلا حدود، وكل من هاتين المادتين تحتاج إلى عناية خاصة، فالعناية
بإحداهما دون الأخرى تنقص إنسانيته، وذلك ينعكس سلبا على راحته، وأكثر الناس اليوم
يغلبون جانب المادة الجامدة (الجسد) فيسري هذا الجمود إلى المادة اللطيفة (الروح)
فتصبح كذلك جامدة محصورة في حدود الجسد، فيفقدون إنسانيتهم ويصبحون قوالب حجرية لا
تقبل التمدد وترفض التوسع والانشراح، وأساس الراحة والطمأنينة الانشراح والسعة،
وتلك القوالب الحجرية الجامدة تمنع من ذلك، فيحدث الضيق والقلق والاضطراب..



فهذه نتيجة العناية بالمادة الجامدة مع إهمال المادة اللطيفة، لكن العناية بالروح
والجسد كل بقدره يفسح المجال أمام هذه المادة اللطيفة أن تعانق العالم العلوي، وأن
تسري في مجال الكون الرحب الواسع، تنظر فيه وتتأمل حقائقه، وترجع بالعبر المفيدة،
والفوائد العجيبة، دون مانع أو قيد يكون من الجسد، بل ربما سرت لطيفة الروح إلى
الجسد فيزول عنه الجمود، وذلك مما يشرح الصدر وينفس الكربات، ويزيل عن البدن أمراضه
وعلله، وهذا حال من أعطى كل شيء حقه، فلم يهمل حاجات الروح مقابل حاجات الجسد،



.....................

وسائل القضاء على القلق كثيرة، من أهمها:



- أولاً: العمل.



فالفراغ يولد الملل والقلق، والانشغال بأي عمل مفيد يقي الإنسان شر القلق، وإن خير
عمل يذهب القلق هو محاولة إسعاد الآخرين، فالذي يرسم البسمة على شفاه الآخرين يجد
البسمة في قلبه..



- ثانيا: الإيمان بالقضاء والقدر.



ولا ريب أن إيمان المسلم بالقضاء والقدر أكبر معين على تخطي حواجز الاكتئاب، قال
الله تعالى:

- {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي
كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
*لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}.



فكل شيء مكتوب مقضي مقدر، فلماذا الجزع والهلع؟!



يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

- (قدر الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة) مسلم.



هذه العقيدة إذا رسخت في النفس فإن الأثر هو ما بينه القرآن الكريم: عدم الأسى على
ما مضى، وعدم الفرح بما يحصل.



- ثالثا: الإيمان بالله واليوم الآخر.



وإذا انضمت إلى هذه العقيدة عقيدة الإيمان باليوم الآخر؛ فإنه لا يبقى للقلق مكان،
فإن الإيمان باليوم الآخر يورث الإنسان الرضا بما يصيبه ابتغاء ثواب الآخرة، فإن لم
يكن الرضا فالصبر، والصبر مانع من القلق والملل.



- رابعا: توحيد الله تعالى.



ومن أعظم مذهبات القلق: توحيد الله وعدم الشرك به، فالمشرك هو أعظم الناس قلقا؛ لذا
فإن الانتحار في المشركين كثير، وكلما عظم التوحيد تصاغر القلق، وكلما قل التوحيد
زاد القلق، ومن هنا نفهم لماذا كانت: لا إله إلا الله، هي دعوات المكروب؟..



لأن القلق من الشيطان، وكلمة التوحيد تطرد الشيطان، وفي ذلك زوال القلق، يقول عليه
الصلاة والسلام:

- (دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني
كله، لا إله إلا أنت) أبو داود.

........................



وصفات خاصة لمن يفكر في الإنتحار..؟

إن موضوع القلق كان محل عناية العلماء، فقد اعتنى بعضهم بجمع الآثار التي تسلي
الإنسان وتذهب همومه، نجد ذلك في كتب الأذكار كالأذكار للنووي، وبعضهم أفرده بكتاب
خاص، مثل:



- "كتاب: عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين" لابن القيم.

- "الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي" لابن القيم.

- وبعضهم أفرد بعض أسباب القلق بمؤلف خاص ككتاب: "برد الأكباد عند فقد الأولاد"
لمحمد بن ناصر الدين الدمشقي.

- وكتاب "جدد حياتك" لمحمد الغزالي.

- ومن الكتب التي اعتنت بعلاج القلق كتاب: "دع القلق وابدأ الحياة" للمؤلف الأمريكي
دايل كارنيغي.



وهو كتاب جيد في الجملة، اعتنى بالطرق العلمية والعملية لعلاج القلق، وهي طرق
استفادها من تجاربه الخاصة وتجارب غيره في الحياة، لكن في الكتاب عيبا لا يخفى على
مسلم، هو أن مؤلفه كافر، وقد قلنا إن أساس الانشراح هو التوحيد، وأساس القلق هو
الشرك والكفر، فكيف لكافر أن يخط للناس طريق السعادة؟!



هذا مستحيل، فهذا الكاتب حشد في كتابه عشرات القصص والتجارب الحقيقية المفيدة لعلاج
القلق، إلا أن كل تلك العلاجات كانت أشبه ما يكون بالمخدر الموضعي، الذي يطغى على
الألم بقوته لكنه لا يعالج المرض، فإذا زال أثر التخدير عاد الألم، وهكذا كان يفعل
هذا المؤلف، فكل آرائه ونصائحه في علاج القلق كانت سطحية خالية من العلاج الناجع
القاطع لأسباب القلق، والله تعالى يقول:



- {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي
الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.



فأي طريق لعلاج القلق مهما كان جميلا وتجربة صحيحة فإنه يبقى علاجا مؤقتا ما لم
يخالطه الإيمان بالله والتحلي بدين الإسلام، والمسلم هو أولى من يتصدى لهداية البشر
إلى السعادة ونبذ القلق، فأين هو عن هذه المهمة النبيلة التي هي من أهم الواجبات
المنوطة به؟..



تلك هي أهم أسباب القلق وأنواعه وعلاجه، أرجوا أن أكون وفقت فيما قدمت وبينت،
والحمد لله رب العالمين.

.........................

نعزي أهل المنتحرين وهم أهلنا، والذين ماتوا قطعة منا..؟

نعزي أهل المنتحرين وهم أهلنا، والذين ماتوا قطعة منا، ونعم.. هناك تعاطف واجب مع
المنتحرين جميعا، ولسنا قساة، بل هو الحزم والعدل وإن كان حدا وحادا، وتعاطفنا ليس
منة من أحد، وهناك رجاء التجاوز والصفح بلا شك، و نعم ثالثا.. لا يصح غض النظر عن
الجرم الأكبر للنظام الذي دفع بالمنتحر للإحباط، بطحنه ماديا ومعنويا، وبسرقة حقه
-ككائن حي، وليس فقط كإنسان- وقهره، وكذلك بما فعله من أنه رباه وربى الشعوب كلها
على صورة شخص "مسخ" لا هو شرقي عريق، ولا هو غربي صميم، من خلال إعلام خشبي تافه
وعار، ومفرغ من القيم والإيمان، بل ومفرغ كذلك من التفكير العملي الموضوعي، والمادي
العقلاني الغربي، فلا هو روحاني ولا هو نفعي، ولا هو أكاديمي حضاري تقني مبرمج، ولا
هو بطل شجاع أبي مناضل، ولا يخرج تعليمنا وإعلامنا وثقافتنا كوادر أوروبية تعمل
وتنتج وإن كانت بلا ملة.. حتى ذلك ضنوا به علينا، فلن نصير دولا متقدمة، ولن
يعلمونا-إلا تعرية المرأة- ولن يطورونا، وليس هذا المنتحر أي شخص بل هو كل شخص،
وليس ابن البلد المصري الأصيل، ولا ابن يعرب الأبي الأنف، ولا ابن ال... الذي لا
ينام ولا يستسلم، وما هو... إلا شخص مسكين سلب حقه في التعليم الصحيح، وفي التربية
وزرع معالم الخير، أو حتى معالم الحرص والكياسة.. بل سلب حقه في الطعام والحركة
والسفر بل وفي الكلام .. بل وفي الإيمان، فضلا عن الحقوق الغريبة التي نسمع عنها:
حقه في اختيار من يمثله أو من يحكمه! هو أصلا لا يمثل شيئا.. عندهم، وكذلك عند
نفسه!, بات أقصى طموحه لقمة وسقف.. وألا يهان كثيرا...

............

لقد ضاقت صدور كثير من العباد اليوم بسبب كثرة الماديات..؟

لقد ضاقت صدور كثير من العباد اليوم بسبب كثرة الماديات ، ومشاهدة الفضائيات ،
والإسراف في المحرمات والسيئات ، والاقتصاد في الطاعات والحسنات ، فحصلت تلك الآهات
، وكثرت تلك الصرخات ، بل وحصل أدهى من ذلك وأمر ، فصارت الوسوسة حتى أن البعض يفكر
كيف يتخلص من نفسه جراء الضيق والحسرة والوحشة التي يعيشها ، فلا طعم للحياة عنده ،
ولا هدف ولا غاية يرى أنه من أجلها خلق ، وكل ذلك بسبب الابتعاد عن المنهج القويم
والصراط المستقيم ، وحصلت الوسوسة حتى في العبادة ، فلم يدر كم صلى أثلاثاً أم
أربعاً ؟ وفي الوضوء أغسل ذلك العضو أم لم يغسله ؟ بل وأصبح البعض يوسوس حتى في أهل
بيته ، أهذه الزوجة عفيفة نقية ؟ أم غير ذلك ؟ فالحاصل أن الوسوسة سيطرت على بعض
الناس سيطرة تامة حتى أنه لا يجد للراحة طعماً ، ولا يغمض له جفناً ، ولا يرى
للوجود سبباً ، وكل ذلك بسبب الاستسلام للشيطان وما يسببه من أوهام ، وسفيه الأحلام
، فعلى المسلم أن يتوسل إلى الله تعالى لذهاب وسوسة الشيطان ونزغاته ، وكل ذلك
موجود وثابت في ديننا الحنيف ، فمن أراد طرد تلك الوساوس فعليه بالقرآن والأذكار
قبل أن ينام ، ففيها الشفاء التام ، بإذن الله العلام .

....................................

عمليات انتحارية …هذا العمل كبيرة من كبائر الذنوب

الانتحار : هو تعدي الإنسان على نفسه ، أي أن يقتل الإنسان نفسه متعمداً ، وهذا
العمل كبيرة من كبائر الذنوب ، وقتل النفس ليس حلاً للخروج من المشاكل التي يبثها
الشيطان ، والوساوس التي يلقيها في النفوس ، ولو لم يكن بعد الموت بعث ولا حساب
لهانت كثير من النفوس على أصحابها ، ولكن بعد الموت حساب وعتاب ، وقبر وظلمة ،
وصراط وزلة ، ثم إما نار وإما جنة ، ولهذا جاء تحريم الانتحار بكل وسائله من قتل
الإنسان نفسه ، أو إتلاف عضو من أعضائه أو إفساده أو إضعافه بأي شكل من الأشكال ،
أو قتل الإنسان نفسه بمأكول أو مشروب . ولهذا جاء التحذير عن الانتحار بقول ربنا
جلت قدرته وتقدست أسماؤه حيث قال : { ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما *
ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه ناراً وكان ذلك على الله يسيراً } ، وقال
تعالى : { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } . وقال تعالى : " ولا يقتلون النفس التي
حرم الله إلا بالحق . . . إلى قوله تعالى : " ومن يفعل ذلك يلق أثاماً * يضاعف له
العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً " ، وكذلك جاء التحذير في سنة نبينا محمد صلى
الله عليه وسلم حيث روى أبو هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من
قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها
أبدا ، ومن شرب سماً ، فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ،
ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا " [ رواه
مسلم ] .

وعن أبي هريرة قال شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنيناً فقال لرجل ممن
يدعى بالإسلام هذا من أهل النار فلما حضرنا القتال قاتل الرجل قتالا شديدا فأصابته
جراحة فقيل يا رسول الله الرجل الذي قلت له آنفا إنه من أهل النار فإنه قاتل اليوم
قتالا شديدا وقد مات فقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى النار فكاد بعض المسلمين أن
يرتاب فبينما هم على ذلك إذ قيل إنه لم يمت ولكن به جراحا شديدا فلما كان من الليل
لم يصبر على الجراح فقتل نفسه فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال الله أكبر
أشهد أني عبد الله ورسوله ثم أمر بلالاً فنادى في الناس إنه لا يدخل الجنة إلا نفس
مسلمة وإن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر " [ رواه مسلم ] .

............

ما كان الانتحار علاجاً ولن يكون..؟

ما كان الانتحار علاجاً ولن يكون ، الانتحار حرام بكل صوره وأشكاله ، وليس دواءً
يوصف للمعضلات والمشكلات ، بل داء يسبب الانتكاسة والحرمان من الجنة ، ويجلب سخط
الرب تبارك وتعالى ، قال صلى الله عليه وسلم : " تداووا ولا تداووا بحرام " ، وقال
عليه الصلاة والسلام : " ما جعل الله شفاءكم فيما حرم عليكم " ، فالانتحار منهي عنه
نهي تحريم لما فيه من إزهاق النفس البشرية بغير وجه حق ، قال صلى الله عليه وسلم :
" ما أنزل الله داءً إلا وأنزل له دواء علمه من علمه ، وجهله من جهله " ، فلا توجد
مشكلة إلا ولها من الحلول ما يناسبها ، إن الانتحار لهو دليل على ضعف الدين ، وقلة
التوكل على الله تعالى ، الانتحار سمة أهل النار ، وهذا أخطر أمراض الوسوسة على
الإطلاق ، فالواجب على المسلم أن يحسن الظن بالله تعالى ، أما سوء الظن بالله فهو
من أسباب سوء الخاتمة أعاذنا الله منها ، فتجد الإنسان يعترض على قضاء الله وقدره ،
لما يحصل له من مرض ووسوسة ، وهم وغم ، ولم يعلم أن ذلك بقدر الله تعالى تخفيفاً من
الذنوب وزيادة في الأجر ، فكل ما يصيب الإنسان من مرض حتى الشوكة يشاكها فإنه يكفر
عنه بها من خطاياه ، حتى يلقى الله تعالى وليس عليه خطيئة .

.....................

يجب على المسلم أن يحسن الظن بالله

وليعلم المسلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، فليصبر
وليحتسب ذلك عند ربه ، حتى لا يقع في محذور من أخطر المحاذير ألا وهو التسخط من قدر
الله تعالى ، بل يجب على المسلم أن يحسن الظن بالله ولا يموت إلا وهو كذلك .

فمن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه وبلغه أمانيه ، ومن كره لقاء الله تعالى كره الله
لقاءه وتركه وأهواءه ، وسوء الظن بالله سببه الإعراض عنه الله تعالى في الدنيا بفعل
المعاصي وارتكاب الذنوب ، وعدم الخوف منه سبحانه ، وعدم محبته وإن زعم من زعم من
أهل الآثام أنه يحب الله ورسوله ، فكلامه مردود بعمله ، فيجب أن يوافق قوله فعله ،
يقول الله تعالى : { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً * ونحشره يوم القيامة
أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك
اليوم تنسى * وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى } (
طه 124-127 ) .



 
   
 

 
           

 



أفضل 10مواقع إسلامية2020

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..هل أصبح موضة قديمة..؟

التسول ظاهرة اقتصادية.. والإسلام منها بريء


ما قل ودل من كتاب أدب الدنيا والدين

التمييز العنصرى ظلم ولكن...

فرح المؤمنين بمساجدهم


الداعية والمفكر الإسلامي الدكتور عمر عبدالكافي في حوار صريح

القضاء والقدر

جلول حجيمي :لا لمحاولات نشر التشيّع في الجزائر


الحرب على الحجاب تتمدد بالغرب

الإسلاموفوبيا تغزو الجامعات البريطانية

إبادة مسلمي ميانمار جريمةٌ حكومية ومسؤولية دولية




من تصميم
من نحن
إتصل بنا
islamarabi.com © 2015-2010
html hit counter
مقالات
مسلمون حول العالم
الرقية الشرعية
الطب النبوي
طريق التوبة
تفسير الاحلام
التنمية البشرية
بستان الحكمة
قضايا إسلامية
للأخوات فقط
فتاوى
مختارات
القدس
ملفات
أخبار و تقارير
حوارات