|
 د. محمد سعيد بكر
قاعدة: (لا يتعارض
ما يحصل عليه الداعية من شكر أو أجرة ومكافأة مع مبدأ الاحتساب لله تعالى
ولعل ذلك من عاجل بشرى المؤمن والمهم أن لا تكون الأجرة والثناء هدف إنما
الأجر والثواب).
- يقصد الداعية بعمله وجه الله تعالى ولا ينتظر شكراً
من أحد قال تعالى: (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً)
(الإنسان: 9).
- يسعى الداعية إلى نشر ثقافة الشكر للناس بقيامه وشكره
لكل إنسان قدم له ولو عونا أو مساعدة يسيرة وهو يفقه قوله صلى الله عليه
وسلم: (لا يشكر الله من لا يشكر الناس) رواه أحمد وهو صحيح.
- في زمن
كثر فيه النكران للجميل وجحود العشير صرنا نتوقع السوء بعد كل خير نقدمه
للناس ولا ضير فنحن إنما نبتغي وجه الله تعالى والله المستعان.
- إن
جاء الشكر لنا من الناس والثناء علينا من غيرما تشوّف ولا تربص ولا انتظار
فلعله من عاجل بشرى المؤمن ولا ينبغي أن نترك الناس يُسهبون في مدحنا
والثناء علينا لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أحثوا في وجوه المدّاحين
التراب) رواه مسلم.
- في ديننا ما يبيح جمع الأجر مع الأجرة ولكن دون
أن تكون الأجرة مقصودة لذاتها ومن ذلك أن الإسلام أجاز للمجاهدين أخذ
الغنيمة وهي من صور الأجرة على الرغم من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
ينهى أن يكون القتال لأجل المغنم والدنيا كما أن الإسلام قد جعل من مصارف
الزكاة مصرف (والعاملين عليها() (التوبة: 60) وهم الذين يعملون في مصلحة
الدعوة ويتفرغون لها أو يعملون في مصلحة جمع الزكاة بشكل مخصوص وكذا يباح
لإمام المسجد وللعالم والداعية ومعلم القرآن والراقي أن يأخذوا أجرة على
عملهم دون أن ينقص ذلك من أجرهم عند الله تعالى وإن كان الاحتساب للغني
والتعفف لمن لديه سعة من مال ورزق أولى وأنفع وأبرأ.
- قال تعالى مبيناً أن ما عنده للعاملين خير وأبقى: (إنما توفون أجوركم يوم القيامة) (آل عمران: 185).
-
كان أنبياء الله تعالى يقولون لأقوامهم: (لا أسألكم عليه مالاً) (هود: 29)
فالغاية من الدعوة أنبل من أن نصرف قلوبنا إلى الدنيا الزائلة.
|
