ملفات حوارات قضايا مختارات فتاوى أخبار و تقارير الرئيسية


ضياع الهوية رأس البلية

 

 
 

صبغة بالتعبير القرآني
ضياع الهوية رأس البلية


د. أحمد الشوابكة
أينما حل شخص أو ذهب فهو يُسأل عن هُويته وإثبات شخصيته فإذا ما حضرت أُفسح له وفتحت أمامه الأبواب وقُضيت له الحاجات ونال التقدير والاحترام.
وإذا ما غابت لفقد أو نسيان تمّ تجاهله وأُغلقت السبل دونه وقوبل بالترك والإهمال.
وما ينطبق على الأفراد يصدق على الجماعات والمجتمعات والشعوب والأمم.
 والأصل أن يكون لكل من هؤلاء هُوية وعنوان وبالتعبير القرآني (صبغة) يُعرف بها وتميّزه عن الآخرين تصبغ أقواله وأفعاله ومواقفه وبمجرد صدور أي من هذه عنه يُنسب فوراً إلى صبغته وهويته وعنوانه.
ةوالويل كل الويل لمن اهمل صبغته وأتلف هُويته وأضاع عنوانه فهو يعيش على هامش الحياة لا وزن ولا دور ولا قيمة ولا اعتبار ولا تقدير ولا احترام حالهم أشبه بقطيع يعيش في غابة لمجرد الأكل والشرب والتزاوج والمنام.
وسرّ تقدم أية أمّة أو كيان والسبب في قوته وتماسكه وفاعلية دوره ليس بالضرورة وفرة إمكاناته بل الأهم منها والأولى بالاهتمام هو وضوح الصّبغة وحضور الهُوية التي تجسّد كيانه وتشكل طموحه وتحدّد اتجاهه وخارطة طريقه وتضمن إنجازه وتحقق اعتباره.
وإذا اجتمع لأمّة أو كيان الأمران الهوية والإمكان فقد بلغ الذروة وحقّق المعجزات وإذا ما كان الخيار بين الأمرين فالهوية أولى بالاختيار فكيان بإمكانات ودون هوية فإن امكاناتِه وبالٌ عليه حيث يصبح مرتعاً ومطمعاً لكل راتع وطامع.
وأخطر ما يواجه أمتنا بكياناتها المتعددة وثرواتها المتراكمة أنه لم يعدلها صبغة واحدة تصبغها أو هوية موحدة تجمعها. حدودهم فيما بينهم مغلقة وعلاقاتهم معلّقة وكياناتهم ممزّقة وسيوفهم بأيدي أعدائهم وعلى أعناقهم مصلته. لا تعرف لهم صديقاً دائماً ولا عدواً مستهدفاً يتحركون في مواقفهم وأحوالهم كما تتحرك أحجار الشطرنج بين أيدي اللاّعبين المهرة.
يواجهون عدواً مجرداً من كل أسباب القوّة الماديّة ضيق في المكان وقلّة في السكان وشحّ في الموارد إلاّ أنه من أشد الكيانات حرصاً على إبراز هويته والدفاع عنها والالتفاف حولها وسير الجميع تحت رايتها رغم تعدّد الألسنة وتنوّع الأجناس فحققوا بهذا المعجزات والعديد من الإنجازات.
ولما كان الوعد لأمتنا ألا تموت فقد قيض الله لها قطاعاً ما زال محتفظاً بصبغته ومحافظاً على هُويته وهما العامل المشترك الأعظم لعموم أهله وغالبيّة أفراده ومكوّناته.
فالأغلبيّة تتحدث بلغة سياسية واحدة وينتظمها نسق اجتماعي واحد وتسير بذات الاتجاه وترفع شعارات متماثلة وتسعى لتحقيق أهداف مشتركة ويلتف حولها العام والخاص والرسمي والأهلي.
إن تميُّز القطاع بهذه المزايا حيث افتقدها غيرهم جرّت عليه من المتاعب والمصاعب ما لا يعلم مداها إلاّ من عاناها لم يقف الأمر عند حد اعدائهم اليهود بل شمل القريب والبعيد والغريب والحبيب.
أما العدو فهو يرى في أصحاب هذه الصبغة وتلكم الهوية مقتله ونهايته لاسيما وأنّها ذات طابع قرآني ونكهة إسلامية وهو ما يحرص العدو وكل المؤتمرين بأمره والمتحالفين معه على عدم إتاحة الفرصة لظهورها وتعاظمها والعمل على إطفاء نورها والإجهاز عليها في مهدها.

 
   
 

 
           

 



أفضل 10مواقع إسلامية2020

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..هل أصبح موضة قديمة..؟

التسول ظاهرة اقتصادية.. والإسلام منها بريء


ما قل ودل من كتاب أدب الدنيا والدين

التمييز العنصرى ظلم ولكن...

فرح المؤمنين بمساجدهم


الداعية والمفكر الإسلامي الدكتور عمر عبدالكافي في حوار صريح

القضاء والقدر

جلول حجيمي :لا لمحاولات نشر التشيّع في الجزائر


الحرب على الحجاب تتمدد بالغرب

الإسلاموفوبيا تغزو الجامعات البريطانية

إبادة مسلمي ميانمار جريمةٌ حكومية ومسؤولية دولية




من تصميم
من نحن
إتصل بنا
islamarabi.com © 2015-2010
html hit counter
مقالات
مسلمون حول العالم
الرقية الشرعية
الطب النبوي
طريق التوبة
تفسير الاحلام
التنمية البشرية
بستان الحكمة
قضايا إسلامية
للأخوات فقط
فتاوى
مختارات
القدس
ملفات
أخبار و تقارير
حوارات