س: ما هو الفرق بين الشريعة والحقيقة عند الصوفية؟ ج: ليس هناك فرق بينهما، فالشريعة هي الحقيقة، والحقيقة هي الشريعة، وكل حقيقة تخالف نصا شرعيا فليست بحقيقة، بل هي باطل، وأهل الشريعة هم أهل الحقيقة، لأن القرآن الكريم هو الوثيقة الوحيدة المنزلة من رب العالمين، الباقية اليوم بلا تحريف، فأهل الشريعة حقاهم أهل الحقيقة صدقا، والعكس صحيح، ولا تخالف شريعة حقيقية أبدا، أليست الشريعة تأمر بالحق وتعطي كل ذي حق حقه، قال تعالى: بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون الأنبياء: 18، فما هو هذا الحق الذي يقذف به ربنا سبحانه وتعالى على الباطل؟ أليست شريعته من أعظم هذه الحقائق؟ واحذر من التفريق بين الشريعة والحقيقة، فليس هناك حقيقة إلا ما جاءت به الشريعة، وكل المواجيد والأذواق والخطرات والمكاشفات والمنامات لا عبرة بها حتى توافق عليها الشريعة، وإذا رأيت رجلا يطير أو فوق ماء البحر يسير فلا تغتر به حتى ترى تقواه وصلاحه ووقوفه مع الشريعة، هذا ما عليه الصوفية رضي الله عنهم.
|