ملفات حوارات قضايا مختارات فتاوى أخبار و تقارير الرئيسية


قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ

 

 
 

دلائل إعجازية في غض البصر
مما لا شك فيه أن البصر من أعظم المنافذ إلى القلب، يقول الإمام القرطبي رحمه الله: البصر هو الباب الأكبر إلى القلب، وأعمر طرق الحواس إليه، وبحسب ذلك كثر السقوط من جهته ووجب التحذير منه، وغضه واجب عن جميع المحرمات، وكلِّ ما يخشى الفتنة من أجله، ونقصد بغض البصر أن يغمض المسلم بصره عما حرم عليه ولا ينظر إلا لما هو مباح له النظر إليه، وإن وقع نظر المسلم على مُحَّرمٍ من غير قصد فليصرف بصره سريعا ولا يتمادى في النظر·
يقول تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) [النور: 30] ويقول تعالى (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ) [النور: 31]. وغض البصر معناه خفضه وعدم رفعه من الأرض والمقصود اجتناب التلذذ برؤية الأجنبيات وزينتهن الذى هو مبعث الفتنة للرجال وكذلك الطموح بالبصر إلى الأجانب من الرجال الذي هو مصدر فتنة للنساء· وقد أتبع الله حفظ الفرج بعد غض البصر إذ أن هذا وسيلة ذاك والبصر بريد الزنا لكل من الرجل والمرأة فالأمر سواء·
وفى تفسير قوله تعالى (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19] قال ابن عباس رضي الله عنهما هو الرجل يدخل على أهل البيت بيتهم وفيهم المرأة الحسناء أو تمر به وبهم المرأة الحسناء فإذا غفلوا لحظ إليها فإذا فطنوا غض بصره عنها فإذا غفلوا لحظ فإذا فطنوا غض· ونصح الرسول صلى الله عليه وسلم الرجال المتزوجين، إذا ما تعرضوا لرؤية امرأة جميلة تثير فيهم شهوتهم الجنسية بأن يوقعوا زوجاتهم، فإن ذلك يخمد شهوتهم، ويعينهم على السيطرة عليها، وأشار فى حديثه عن زنا الحواس من السمع والبصر واللسان واليدين والرجلين والنفس والفرج·
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ)
هذا وقد أجمعت الأبحاث على أن المؤثرات الخارجية وأهمها البصر -اللمس - الشم- السمع على الترتيب هي التي تتحكم فى إنطلاق الإثارة الجنسية وأن التغيرات الفسيولوجية وإفراز الهرمونات الجنسية التي تحفز السلوك الجنسي تأتي تبعا لذلك·
وأثبتت دراسة نشاط المخ أثناء مراحل الإثارة الجنسية وجود خمس مناطق تنشط على التوالي بعد التعرض للمؤثرات الخارجية بالذات البصر·
وتلعب الهرمونات دورا هاما في الإثارة الجنسية حيث تلعب الهرمونات الجنسية خاصة هرمون الذكورة(التستوستيرون) والإستروجين دورا هاما في مرحلة التحفيز ولكن فقط في وجود عوامل الإثارة الخارجية، ويتركز تأثير هرمون التيستوستيرون فى السيطرة على النشاط الجنسي على منطقة تحت المهاد والمنطقة الجار بصرية حيث تتحكم هذه المنطقة في الشهوة الجنسية· وتؤدي المؤثرات الخارجية (مشاهدة المناظر المثيرة ) إلى زيادة إفراز الهرمونات الجنسية والتي تؤدى إلى تسارع اكتمال مراحل الإثارة الجنسية منتهيا بالفعل الجنسي نتيجة إثارة المراكز المخية·
الآثار السلبية لإطلاق النظر
o تزايد إفراز الهرمونات الجنسية والرغبة فى اكتمال الفعل الجنسى مما يؤدى إلى استثارة الجهاز العصبي بشدة ينتج عنها أضرار بدنية إذا لم يتم تفريغ هذه الطاقة (زيادة ضربات القلب - الإجهاد القلبي لزيادة إفراز الكاتيكول امين)·
o فقدان السيطرة على النفس نتيجة الانفعالات الشديدة والنشاط الزائد لمراكز المخ المتحكمة فى الاستثارة الجنسية، فضلا عن زوال التأثير المثبط لمركز الخ في المنطقة الصدغية مما يجعل السلوك الإنسانى خارج دائرة التحكم·
دلائل الإعجاز في الكتاب والسنة:
الأمر بغض البصر عن المحارم يجنب الإنسان الإثارة الجنسية وبالتالي التغيرات الهرمونية والعصبية والبدنية التي تتوالي كرد فعل طبيعي لهذه الإثارة· كما أن غض البصر هو وسيلة حفظ الفرج إذ أن النظر يؤدي إلى الإثارة التي تؤدي إلى الرغبة الشديدة فى إكمال الفعل الجنسي·
القرآن يأمر بغض البصر:
لما كان النظر من أهم المنافذ إلى القلب، ولما كان إطلاقه بغير قيد ولا ضابط قد يوقع الهوى في قلب صاحبه، ويجعله يقع في شَرَك الفواحش والفتن، فقد أمر الله بغض البصر حتى يأمن العبد عواقب السوء:
(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)·
ونلحظ هنا أن الله تعالى قد جعل الأمر بغض البصر مقدما على حفظ الفرج، لأن كل الحوادث مبدؤها من النظر كما قيل:
كل الحوادث مبدأها من النظر   ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها   فتك السهام بلا قوس ولا وتر
والعبد ما دام ذا عين يقلبها       في أعين الغيد موقوف على الخطر
يسر مقلته ما ضر مهجته       لا مرحبا بسرور عاد بالضرر

* والنبي صلى الله عليه وسلم يأمرك بغض بصرك:
فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا عاهدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم)·
بل جعل النبي صلى الله عليه وسلم غض البصر أحد حقوق الطريق حين قال لأصحابه رضي الله عنهم:
(إياكم والجلوس في الطرقات، فقالوا: يا رسول الله مالنا من مجالسنا بُدٌّ نتحدث فيها· فقال: (فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه· قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر)·
ـ وقد وجد النبي صلى الله عليه وسلم الفضل بن عباس رضي الله عنهما ينظر إلى امرأة جاءت تستفتيه صلى الله عليه وسلم فأخذ بذقن الفضل فعدل وجهه عن النظر إليها·
وقد علق ابن القيم رحمه الله على ذلك فقال:
وهذا منع وإنكار بالفعل، فلو كان النظر جائزا لأقره عليه·
نظر الفجأة:
قد يسير الإنسان في طريق أو يكون في مكان به آخرون فيقع بصره على ما حرم الله تعالى بغير قصد منه فهذا ما يسمى بنظر الفجأة، والواجب في هذه الحالة أن يصرف بصره، فعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فأمرني أن أصرف بصري)·
وهذا أنفع علاج وأسرعه أن يصرف العبد بصره ولا يستديم النظر فإن من استدام النظر أثم وتعدى، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا عليُّ لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخرة)·
والنساء مأمورات بغض الأبصار:
فإن الله عز وجل يقول:(وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ··)الآية·
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (··· وخير صفوف النساء المؤخر، وشرها المقدم، يا معشر النساء إذا سجد الرجال فاغضضن أبصاركن··) الحديث·
عناية السلف بغض البصر
لقد عني السلف الصالح رضي الله عنهم بغض البصر عناية عظيمة فوجدنا منهم مواقف ومواعظ في هذا الباب تنبئ عن علو همتهم في هذا، ومن ذلك قول أنس رضي الله عنه: إذا مرت بك امرأة فغمض عينيك حتى تجاوزك)·
وقال بعضهم: من حفظ بصره أورثه الله نورا في بصيرته·
وكان سفيان رحمه الله إذا خرج في يوم العيد قال: إن أول ما نبدأ به اليوم غض أبصارنا·
ولما قال رجل للحسن رحمه الله: إن نساء العجم يكشفن صدورهن ورؤوسهن قال: اصرف بصرك·
وقال ابن مسعود: الإثم حوَّاز القلوب (يحز في القلوب) وما من نظرة إلا وللشيطان فيها مطمع·
وكان الربيع بن خثيم يغض بصره فمر به نسوة فأطرق (أي أمال رأسه إلى صدره) فظن النسوة أنه أعمى وتعوذن بالله من العمى·

 
   
 

 
           

 



أفضل 10مواقع إسلامية2020

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..هل أصبح موضة قديمة..؟

التسول ظاهرة اقتصادية.. والإسلام منها بريء


ما قل ودل من كتاب أدب الدنيا والدين

التمييز العنصرى ظلم ولكن...

فرح المؤمنين بمساجدهم


الداعية والمفكر الإسلامي الدكتور عمر عبدالكافي في حوار صريح

القضاء والقدر

جلول حجيمي :لا لمحاولات نشر التشيّع في الجزائر


الحرب على الحجاب تتمدد بالغرب

الإسلاموفوبيا تغزو الجامعات البريطانية

إبادة مسلمي ميانمار جريمةٌ حكومية ومسؤولية دولية




من تصميم
من نحن
إتصل بنا
islamarabi.com © 2015-2010
html hit counter
مقالات
مسلمون حول العالم
الرقية الشرعية
الطب النبوي
طريق التوبة
تفسير الاحلام
التنمية البشرية
بستان الحكمة
قضايا إسلامية
للأخوات فقط
فتاوى
مختارات
القدس
ملفات
أخبار و تقارير
حوارات