ملفات حوارات قضايا مختارات فتاوى أخبار و تقارير الرئيسية


حقيقة المغزى الاستراتيجي لفتح الأندلس

 

 
 

كان الفتح الإسلامي للأندلس عام 92هـ/711م حدثا كبيرا في التاريخ الإسلامي، فقد نقل الإسلام وحضارته إلى شبه الجزيرة الإيبرية المدخل الجنوبي لأوروبا، وهناك أقام الفاتحون وأجيال المسلمين المتعاقبة حضارة عظيمة وراقية أفادت المسلمين في الشرق والغرب، كما أفادت الشعوب الأوربية التي نقلت إليها قيم ومعارف وفنون أثرت كثيرا في المجتمع الأوربي ومسار تطوره العلمي والحضاري، كما سجل ذلك بصدق وموضوعية أكثر من مؤرخ ودارس في تاريخ الحضارات·
إن ذلك التوسع كان يستبطن بعدا رساليا عظيما يتمثل في تأمين وحماية الوجود الإسلامي في الشمال الإفريقي، حيث التداخل الاستراتيجي بين أمن ضفتي المتوسط يصف البعض _ متأثرا بكتابات المستشرقين- الفتح الإسلامي للأندلس بالغزو السياسي والعسكري الخالي من البعد الرسالي، مستشهدا بأن المسلمين في النهاية تم طردهم بعد حملات الاسترداد المسيحي التي وقفت القوى الأوربية بقوة خلفها وارتكبت خلالها  فظائع يندى لها الجبين·
وبدل أن نضيع الجهد في دحض ادعاءات غياب البعد الرسالي لدى قادة كرام حملوا أرواحهم على أكفهم وأحرقوا سفن العودة إلى الديار من أجل تبليغ الإسلام والتمكين لوجوده، نود أن نلفت انتباه هؤلاء إلى أننا حتى ولو سلمنا جدلا بأطروحة التوسع السياسي والعسكري الظاهر، فإن ذلك التوسع كان يستبطن بعدا رساليا عظيما يتمثل في تأمين وحماية الوجود الإسلامي في الشمال الإفريقي، حيث التداخل الاستراتيجي بين أمن ضفتي المتوسط، فخطوط أمن الشمال الإفريقي المسلم تبدأ من الأندلس وشبه الجزيرة الأيبيرية، وهو ما لا يمكن أن يغفل عنه قادة كبار مثل طارق بن زياد وموسى بن نصير وجنودهم من أبناء قبائل الشمال الإفريقي الذين يملكون خبرة متراكمة حول تاريخ علاقات شعوب العدوتين·
في ظل معادلة ارتباط أمن العدوتين التي يتحكم في رسم قواعدها الطرف المنتصر، بادرت إسبانيا والبرتغال الصليبيتين بعد السيطرة على الأندلس إلى احتلال الثغور الإسلامية في الشمال الإفريقي مثل وهران وتلمسان المرسى الكبير في الجزائر والجديدة في المغرب قبل تحريرهم، واحتلال سبتة ومليلية وجزر الخالدات التي تخضع للاحتلال الإسباني إلى اليوم رغم مرور قرون على هذه السيطرة العسكرية ذات المغزى الاستراتيجي لقد ساهم الوجود الإسلامي في الأندلس في بناء  سياج دفاعي شديد الفاعلية كان له دوره الحاسم في حماية الغرب الإسلامي والتمكين للإسلام بين شعوبه، حتى إذا سقطت آخر قلاع الأندلس غرناطة عام 1492م كانت شعوب هذا الفضاء المغاربي من القوة والمنعة وعمق الولاء للإسلام، ما مكنها من استيعاب وامتصاص فاجعة سقوط الأندلس والقدرة على بناء أرضية صلبة للتصدي لحملات الفرنجة على سواحل الشمال الإفريقي بعد اختلال ميزان القوة وانهيار الاستحكامات التي تم بناؤها عبر القرون الماضية·
وفي ظل معادلة ارتباط أمن العدوتين التي يتحكم في رسم قواعدها الطرف المنتصر، بادرت اسبانيا والبرتغال الصليبيتين بعد السيطرة على الأندلس إلى احتلال الثغور الإسلامية في الشمال الإفريقي مثل وهران وتلمسان المرسى الكبير في الجزائر والجديدة في المغرب قبل تحريرهم، واحتلال سبتة ومليلية وجزر الخالدات التي تخضع للاحتلال الإسباني إلى اليوم رغم مرور قرون على هذه السيطرة العسكرية، إنه ذات المغزى الاستراتيجي، فبالنسبة لإسبانيا أمنها وأمن جنوب أوربا يبدأ من الشمال الإفريقي، إنها ضريبة القهر الحضاري واختلال ميزان القوة الاستراتيجي لكنها ليست ضربة لازب إنها معادلات قابلة للتغير والتبدل إذا وجدت من يحسن إدارتها·

 
   
 

 
           

 



أفضل 10مواقع إسلامية2020

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..هل أصبح موضة قديمة..؟

التسول ظاهرة اقتصادية.. والإسلام منها بريء


ما قل ودل من كتاب أدب الدنيا والدين

التمييز العنصرى ظلم ولكن...

فرح المؤمنين بمساجدهم


الداعية والمفكر الإسلامي الدكتور عمر عبدالكافي في حوار صريح

القضاء والقدر

جلول حجيمي :لا لمحاولات نشر التشيّع في الجزائر


الحرب على الحجاب تتمدد بالغرب

الإسلاموفوبيا تغزو الجامعات البريطانية

إبادة مسلمي ميانمار جريمةٌ حكومية ومسؤولية دولية




من تصميم
من نحن
إتصل بنا
islamarabi.com © 2015-2010
html hit counter
مقالات
مسلمون حول العالم
الرقية الشرعية
الطب النبوي
طريق التوبة
تفسير الاحلام
التنمية البشرية
بستان الحكمة
قضايا إسلامية
للأخوات فقط
فتاوى
مختارات
القدس
ملفات
أخبار و تقارير
حوارات