من سنة الله في خلقه أن يتفاضل بعضهم على
بعض فليس كلنا سواسية وليس كل الأنبياء عند الله في الفضل سواء وكذلك ليس
كل الصحابة في المكانة والأجر سواء. ومن المواقف الجميلة في السيرة
النبوية والتي تبرز معاني التفضيل بين صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام هي
القصة التي أوردها لنا الإمام النووي في كتابه رياض الصالحين من حديث سهيل
بن سعد الساعدي ومعناها: أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان في صلح بين
جماعة من المسلمين فتأخر عندهم حتى دخل وقت الصلاة فأقام سيدنا بلال للصلاة
وتقدم أبو بكر رضي الله عنه للصلاة بالناس إماما فلما بدأت الصلاة قدم
رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقدم حتى وقف في الصف الأول فلما رآه الناس
أخذوا يصفقون حتى يجعلوا أبو بكر يلتفت ويقدم الرسول عليه الصلاة والسلام
للإمامة وكان سيدنا أبو بكر لا يلتفت في صلاته أبدا. فلما كثر تصفيق
الناس التفت فوجد الرسول يصلي خلفه فقام فورا بتقديم الرسول ورجع إلى الصف
ليصلي مأموما خلف الرسول عليه الصلاة والسلام وبعد أن سلم الرسول من صلاته
نهى الناس عن التصفيق وسأل أبا بكر فقال له لما لم تكمل الصلاة ؟ فأجاب بكل
تواضع: لم يكن لإبن أبي قحافة أن يصلي برسول الله. كما صلى الرسول عليه الصلاة والسلام خلف أبي بكر رضي الله عنه في مرض موته عليه من الله الصلوات والتسليم. وروي
أيضا أن الرسول عليه الصلاة والسلام صلى مأموما خلف سيدنا عبد الرحمن بن
عوف رضي الله عنه في صلاة الفجر في أحد الأسفار وفاتته ركعة فقضاها.
|